دمشق - التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين آخرين في دمشق، في محاولة لطمأنة النظام السوري بتواصل دعم نظام ولاية الفقيه بعد شكوك حول الموقف الروسي من تطورات ملف الأزمة. وتعد هذه الزيارة الأولى لظريف إلى دمشق منذ عام، وتندرج في إطار مساع إيرانية تهدف لطمأنة بشار الأسد وتأكيد الوقوف إلى جانبه، في ظل الضغوط التي يتعرض لها من قبل روسيا، مع وجود بوادر عن إمكانية تخلي الأخيرة عنه. وأبدى الأسد تضامنه مع إيران، التي تعتبر واحدة من الدول الأكثر تضرراً بفايروس كورونا المستجد، وقد سجلت 5209 حالة وفاة من أصل 83505 إصابة. وأعرب الأسد، وفق بيان على حساب الرئاسة السورية على موقع فيسبوك عن،“أسفه لتحول هذا الوباء إلى مجال للاستثمار السياسي من قبل بعض الدول في الغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي تستمر بنهج فرض العقوبات على الدول رغم هذه الظروف الإنسانية الاستثنائية”. وانتقد ظريف بدوره خلال لقائه الأسد العقوبات الأميركية، معتبراً أن “أجندة الولايات المتحدة الحقيقية بشأن عدم رفع العقوبات الوحشية على الدول أثناء محاربتها لهذا المرض باتت جلية الآن”. كما بحث المسؤولان، اللذين ارتديا قناعين طبيين، أيضاً التطورات السياسية في سوريا ومفاوضات أستانا التي ترعاها إيران إلى جانب روسيا وتركيا، فضلاً عن التواجد التركي في شمال سوريا. وتنطوي الزيارة من حيث توقيتها على أهمية بالغة، ولاسيما في ضوء التحديات الكبيرة التي تعصف بإيران في الداخل على خلفية تفشي جائحة كورونا وعجز طهران عن السيطرة على الوضع الذي بات يهدد بانهيارها، هذا إلى جانب ما تواجهه ميليشياتها في العراق من صعوبات. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية الإيراني يؤكد خلال هذه الزيارة لبشار الأسد على وجود ثقل إيراني في سوريا يوازي الثقل الروسي وأن إيران ليست في وارد التخلي عنه بأي شكل. وعلى خلاف الجانب الروسي الذي يبدو أنه في وارد تغيير استراتيجيته في سوريا، فإن طهران متمسكة بذات السياسة ذلك أنها ترتكز بشكل جلي على بقاء الأسد في الحكم لضمان نفوذ دائم لها في سوريا. وكان التقى ظريف أيضاً نظيره السوري وليد المعلم، وبحثا، وفق بيان صادر عن الخارجية السورية، "أهمية التنسيق المستمر وتبادل المعلومات والتجارب بين الجهات المعنية في البلدين لتعزيز القدرة على مواجهة مخاطر وتداعيات انتشار وباء كورونا، وتأمين ما يلزم من احتياجات ومستلزمات الوقاية والتشخيص والعلاج". ويأتي التأكيد الإيراني على تواصل الدعم للنظام السوري، فيما بدأت روسيا تستشعر بأن التمسك بالأسد قد يقودها إلى خسارة الإنجازات التي راكمتها منذ تدخلها المباشر في سوريا في 2015. وأظهرت روسيا مؤخرا حالة تململ من الأسد، وسط شعور متنام بأن التمسك به قد يقودها إلى خسارة كل الإنجازات التي راكمتها منذ تدخلها المباشر في سوريا في العام 2015، على وقع اهتزاز الوضع في المناطق التي عادت إلى سيطرته مثل درعا، فضلا عن إدراك موسكو أن جهودها في إعادة التسويق له تصطدم بحائط صد من قبل المجتمع الدولي. Thumbnail ويقول محللون إن فرضية تخلي روسيا عن الأسد واردة جدا، خاصة أنها وبعد نحو ست سنوات من تدخلها العسكري في سوريا ونجاحها في استعادة النظام لتوازنه، إلا أن قبضتها لا تزال هشة، وهي لا تملك حقيقة مفاتيح الحل، وذلك يعود في جزء كبير منه إلى أسلوب الأسد الذي لا يزال على نهجه رافضا الإقرار بضرورة التغيير. وفي ظل تواصل الضغوط الأميركية على إيران، تبحث طهران الحفاظ على نفوذها في سوريا، والولايات المتحدة غير آبهة للدعوات الموجهة إليها من جهات كثيرة طالبة منها تعليق العقوبات على الدول التي تعاني بشدة من تبعات فيروس كورونا المستجد، مثل إيران. وكانت الأمم المتحدة طلبت "تخفيف أو تعليق” العقوبات الدولية المفروضة على إيران ودول أخرى خلال هذه “المرحلة الحاسمة" في مواجهة وباء كوفيد -19.
مشاركة :