قبل أيام كشفت بعض وكالات الأنباء العالمية والمواقع الإخبارية، ومنها موقع (فوكس) عن تحقيقات سِرّية لمكتب المحقق العام بوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) أكّدت صراحة براءة المملكة العربية السعودية من تُهَم التورّط في أحداث 11 سبتمبر 2001م الإرهابية. وكانت بعض الأصوات الأجنبية قد ربطت زورًا وبهتانًا خلال سنوات مضت بين السعودية وتلك الأحداث!! تأكيدُ براءة وطننا من تلك الهجمات لم تحظ بالتفاعل من وسائل إعلامنا المحلية، ولم يكن له المساحة التي يستحقها في الإعلام العالمي!! فنعم نحن على يقين من (البراءة)؛ فالمملكة هي رائدة السلام في العالم، وكانت -ومازالت- تنادي بالتعايش والمحبة بين مختلف الشعوب على اختلاف دياناتها وثقافاتها؛ ولكن الصمت في هذه القضية وأمثالها أراه يفتح أبواب نقاش حول قضية مهمّة جدًّا!! فمع أن الإعلام بمختلف أدواته وقنواته التقليدية والحديثة أصبح في عصر اليوم أداة تُحرِّك الرأي العام وتأسِره، وتعمل لصالح هذا التيار أو ذاك؛ إلاَّ أن الحضور الإعلامي لصوت المملكة مازال خافتًا لا يليق بمكانتها، وما تلعبه من أدوار مفصلية على المستويين الإقليمي والدولي، وغير قادر على الوقوف أمام تلك الأبواق التي تحاول المساس بها وبعقيدتها وشعبها، ومحاولة الربط بينها وبين التطرّف الدِّيني مع أنها أكثر المتضررين منه، والجَادِّيْن في محاربته بشتّى الوسائل. أيضًا السعودية في العقلية المجتمعية عند الكثير من الشعوب تسكنها حتى الآن تلك الصورة النمطية التقليدية عن دولة وشَعْب بِدائِيين ليس عندهم من الحضارة إلاَّ آبار النفط، والبَذخ، واضطهاد المرأة؛ وللأسف الشديد فإن طائفة من إعلامنا أصبحت أداة لتشويهنا، بتركيزها على بعض الممارسات السلبية، وتعميمها حتى وإنْ كانت فَردية! هذا الواقع ينادي بخطة إستراتيجية وحملة إعلامية تعمل على (توضيح الصورة الحقيقية للمملكة في الخارج)، وليس تزييفها؛ وهذا ما سنتحدث عنه غدًا -بعد إذنكم أعزائي- فلا تذهبوا بعيدًا. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :