دبي: محمد إبراهيمنجحت جهود الإمارات في تطبيق منظومة رقمية لتوفير التعلم عن بُعد، والانطلاق بالتعليم، لأكثر من مليون ومئتي ألف طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم، فضلاً عن التعليم الجامعي الذي يعمل تحت مظلة المنظومة ذاتها في مختلف التخصصات. واستطاعت وزارة التربية والتعليم تأهيل وتدريب، المعلمين والكوادر التربوية بمختلف مسمياتها على استخدام التقنيات الحديثة في ظل منظومة التعلم الرقمي، من خلال حقائب تدريبية متخصصة، إذ بلغ إجمالي عدد المعلمين 72 ألفاً و22 معلماً ومعلمة، بواقع 21,153 في التعليم الحكومي، و50,869 في التعليم الخاص. في وقت رصد تقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، عدداً من الفجوات الرقمية، التي كشف عنها تطبيق منظومة التعلم عن بُعد في معظم البلدان على مستوى العالم، إذ إن هناك 43 % من الطلبة على مستوى العالم، ما يعادل 706 ملايين طالب، ليس لديهم القدرة على الاتصال بالإنترنت، على الرغم من حاجاتهم الماسة للاتصال بالشبكة العنكبوتية، للالتحاق بركب التعلُّم الرقمي، الذي بات وسيلة لضمان استمرارية التعلّيم في معظم البلدان. وحالت أزمة كورونا بين نحو 826 مليون طالب وطالبة، وهو ما يعادل نصف إجمالي المتعلمين عالمياً، وبين مقاعد الدراسة، نظراً لعدم امتلاكهم حاسوباً منزلياً، يمكنهم من مواصلة تعليمهم.وأفرز التعلم عن بُعد فجوات جديدة، إذ إن هناك معلمين غير قادرين على الاتصال بالإنترنت، على الرغم من توفر البنية التحتية في بلدانهم.وتركز جهود التحالف العالمي للتعليم والاتحاد الدولي للاتصالات، الذي يضم عدداً من أبرز الجهات الداعمة للمعلمين، من بينهم الاتحاد الدولي للتعليم، ومنظمة العمل الدولية وفريق العمل الدولي المعني بالمعلّمين في إطار التعليم حتى 2030، على إيجاد حلول بديلة لتوفير التعليم للجميع. وأظهر التقرير وفقاً لبيانات معهد اليونسكو، للإحصاء والاتحاد الدولي للاتصالات، أن البلدان منخفضة الدخل تعد الأكثر تضرراً من هذه الفجوة، إذ إن 89 % من المتعلمين في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لا يمتلكون حواسيب منزلية، في حين أنّ 82 % منهم يفتقرون إلى إمكانية الاتصال بالإنترنت.وعلى الرغم أن الهواتف المحمولة أحد الحلول الناجعة، لتمكين المتعلّمين من الانتفاع بالمعلومات وتسهيل التواصل بينهم وبين معلّميهم وأقرانهم، إلا أنّ ما يقرب من 56 مليون متعلّم يقطنون في مناطق لا تغطيها شبكات المحمول، مع العلم أن قرابة النصف منهم متواجدون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وأكدت أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو، أنه لا يمكن حصر التعلّم المستمر عن بعد بالوسائل الإلكترونية، وإذا أردنا تقليص الفجوة، ينبغي تبنّي حلول بديلة على غرار توظيف البث الإذاعي والتلفزيوني على المستوى المحلي، واستحداث أساليب تعلّم مبتكرة. وأفاد التقرير بأن 1.5 مليار طالب على الأقل، و63 مليون معلّم في مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي في العالم، تأثروا سلباً، بسبب الاضطراب غير المسبوق الناجم عن جائحة كوفيد- 19، ولا سيما أن المدارس أوصدت أبوابها في 191 دولة.
مشاركة :