جدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تأكيده على أن بلاده ستواصل دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، برئاسة فائز السراج، حتى هزيمة ما سماه بـ«ميليشيات خليفة حفتر»؛ في إشارة إلى الجيش الوطني الليبي.وتناول إردوغان التطورات في ليبيا خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي عقد عبر الفيديو كونفرنس أمس، مؤكداً أن بلاده «ستواصل القيام بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على مصالحها في منطقة البحر المتوسط».وواصل الرئيس التركي هجومه على قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، حيث وصفه بـ«الانقلابي»، داعياً العالم إلى مواجهته. وقال إن «المكاسب الميدانية» التي حققتها «الحكومة الشرعية» في ليبيا، «تظهر بصورة أفضل الوجه الحقيقي لحفتر... ومن هنا أدعو الرأي العام الدولي مرة أخرى لدعم الحكومة الشرعية...حكومة السراج».وتعتبر تركيا أكبر داعم خارجي لحكومة «الوفاق» الوطني الليبية، والميليشيات التابعة لها، التي يتهمها حفتر بدعم الإرهاب في بلاده، حيث تزود الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق بالسلاح، مستندة في ذلك إلى مذكرة تفاهم للتعاون المدني والعسكري مع حكومة السراج، وقعت في 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) أيضاً، كما حاولت فرض تعتيم على قيامها بنقل كمية كبيرة من الأسلحة، وأعداد من المرتزقة السوريين إلى ليبيا يوم الجمعة الماضي. لكن وزارة دفاعها اضطرت إلى الحديث عن تدريبات جوية وبحرية في البحر المتوسط، بعد أن ظهرت مسارات الطائرات التركية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أكد موقع «إيتمال رادار» المتخصص في رصد التحركات العسكرية، أن الحركة الكثيفة للطيران التركي في منطقة وسط البحر المتوسط لم تكن تدريباً أو تمريناً، بل «مهمة تغطية جوية ضخمة» لرحلة شحن إلى ليبيا، قامت بها طائرات «سي 130» وطائرات أخرى من طراز بوينغ وغيرها. في السياق نفسه، أعلنت اليونان أيضاً أن قواتها الجوية اعترضت طائرات حربية، كانت في طريقها إلى ليبيا، وأن 16 طائرة على الأقل من طراز «إف - 16» توجهت إلى ليبيا يوم الجمعة الماضي، وأنه في حالتين على الأقل كادت تقع اشتباكات بين المقاتلات اليونانية والتركية. ومن جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا تواصل نقل مرتزقة سوريين، من الفصائل المسلحة الموالية لها إلى ليبيا، للقتال إلى جانب حكومة «الوفاق» في معاركه ضد الجيش الوطني الليبي، وأن أعداد من وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الأسبوع الماضي بلغت نحو 5500 مرتزق، في حين أن عدد المرتزقة، الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب قبل إرسالهم إلى ليبيا، بلغ نحو 2100 مرتزق.
مشاركة :