الرياض - الوكالات: ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيان لمجلس الوزراء أن المملكة قالت إنها تراقب أسواق النفط ومستعدة لاتخاذ أي إجراءات إضافية بالمشاركة مع حلفائها في «أوبك زائد» ومنتجين آخرين للخام لتحقيق الاستقرار في سوق النفط.وجاء البيان الصادر عن مجلس الوزراء في أكبر مصدر للنفط في العالم بعد يوم من انزلاق العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى المنطقة السلبية للمرة الأولى في التاريخ مع تهاوي الطلب بسبب تبعات أزمة فيروس كورونا المستجد.وذكر بيان مجلس الوزراء أن المملكة ملتزمة مع روسيا «بتنفيذ التخفيضات المستهدفة للعامين المقبلين».وأعلنت أوبك وحلفاؤها بما في ذلك روسيا -وهي المجموعة المعروفة بأوبك زائد- خفضا كبيرا لإنتاج النفط يصل إلى عشرة بالمائة من الإمدادات العالمية. لكن مع إصابة أغلب الاقتصادات في أنحاء العالم بشلل شبه تام بسبب إجراءات العزل العام لمكافحة فيروس كورونا تهاوى الطلب على النفط بما يصل إلى 30 بالمائة.وتراجعت أسعار خام القياس العالمي برنت والعقود الآجلة للنفط الأمريكي تسليم يونيو مقتربة من أدنى مستوياتها في حوالي عقدين أمس.وهبط برنت في عقود تسليم يونيو وهو أقرب عقد استحقاق بعد أن انتهى استحقاق مايو إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2001 ملامسا 18.10 دولارا للبرميل. وبحلول الساعة 12:57 بتوقيت جرينتش كان خام القياس العالمي منخفضا 19.4 بالمائة عند 20.62 دولارا للبرميل.وعلق الكرملين أمس على مسألة تراجع العقود الآجلة للخام الأمريكي، وقال إن تهاوي العقود ليس إلا «لحظة مضاربة»، وشدد على عدم وجود «أمر كارثي» في سوق النفط العالمية. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف القول للصحفيين امس إنها «لحظة مضاربة تماما، ترتبط بتاريخ إغلاق العقود لشهر مايو». وأكد بيسكوف أن الكرملين «يراقب التطورات في سوق النفط عن كثب ولا يرى أمرا كارثيا في تراجع العقود الآجلة للخام الأمريكي». ودعا المتحدث إلى عدم إعطاء تقييم لسوق النفط بناء على هذا الحدث، وقال إنه «من الخطأ الربط بين انهيار العقود الآجلة للنفط والسعر الفعلي للخام». وأشار إلى أن الخبراء يدركون أن ما حدث ليس سببا لإعطاء تقييمات سلبية مبالغة في الوقت الراهن، لأن عقود النفط الأخرى لا تظهر انخفاضات مثل ما حدث لعقود الخام الأمريكي مايو. وأكد بيسكوف أن «الحكومة الروسية، إذا لزم الأمر، ستستخدم الموارد المتاحة للتخفيف من تداعيات هبوط أسعار النفط على الاقتصاد الروسي». كما لفت إلى إمكانية قيام دول مجموعة «أوبك زائد» بإجراء اتصالات لمناقشة سوق النفط إذا اقتضت الضرورة. وقفز سعر برميل النفط الأمريكي تسليم مايو في التعاملات الآسيوية صباح أمس إلى ما فوق الصفر. وعند بدء التداولات بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو 0.56 سنت للبرميل، علماً بأنّ العقود الآجلة لشهر مايو انقضت أمس. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مساء الاثنين أنّ الولايات المتّحدة ستستغلّ الانهيار التاريخي الحاصل لأسعار الخام لشراء 75 مليون برميل لملء مخزونها الاستراتيجي من النفط. وقال ترامب خلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض بشأن تطوّرات وباء كوفيد19: «نحن نملأ احتياطاتنا النفطية الوطنية.. كما تعلمون الاحتياطيات الاستراتيجية. ونحن نتطلّع إلى وضع ما يصل إلى 75 مليون برميل في الاحتياطيات نفسها». وكان ترامب أعلن في 13 مارس عزمه على ملء المخزون الاحتياطي الاستراتيجي إلى الحدّ الأقصى. إلى جانب ذلك افتتحت الأسواق الأوروبية أمس على انخفاض، غداة الانهيار الكبير لأسعار النفط. وتراجع مؤشر «أف تي أس إي 100» في لندن بنسبة 1.4$ إلى 5728.99 نقطة، ومؤشر فرانكفورت «داكس» بنسبة 1,7% إلى 10487.41 نقطة، أما مؤشر «كاك 40» في باريس فخسر 1.4% إلى 4463.56 نقطة.