غزة 21 ابريل 2020 (شينخوا) يسعى الشاب سامي فؤاد الذي يعمل مرشدا اجتماعيًا، لتعليم الأطفال صناعة "فوانيس رمضان" يدويا من خلال مبادرة أطلقها تهدف إلى التقليل من حدة تأثيرات الحجر المنزلي عليهم خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، وبث البهجة في نفوس الصغار عبر إشراكهم في التجهيزات الاحتفالية لشهر الصوم الذي يحل بعد أيام. ويأمل فؤاد أن تشكل المبادرة وسيلة للتغلب على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها سكان قطاع غزة قبيل شهر رمضان والتي ازدادت تدهورا عقب تنفيذ إجراءات مشددة لتفادي تفشي الفيروس. وأعلنت الحكومة الفلسطينية حالة الطوارئ وفرضت إجراءات مشددة في أوائل شهر مارس الماضي، فور اكتشاف أول حالات إصابة بالفيروس في الضفة الغربية. وشملت الإجراءات إغلاق المساجد والجامعات والمدارس وصالات الأفراح إضافة إلى الأسواق العامة لتفادي التجمعات العامة مما أثر سلبا على أصحاب العمالة اليومية. ويقول فؤاد (35 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ساهمت حالة الطوارئ في امتناع الناس عن التوجه إلى الأسواق لشراء فوانيس رمضان لأطفالهم لذلك أعلمهم صناعة الفوانيس في منازلهم دون الحاجة للخروج منها". ويضيف أن عمله كمرشد نفسي واجتماعي في مؤسسة النور والمعرفة الخيرية، التي تعتني بالتعليم لأكثر من 3500 طفل يتيم، ساعده على ابتداع الفكرة، خاصة بعد فرض الحجر المنزلي على جميع طلاب المؤسسة. ويوضح فؤاد، أن عددا من العائلات اشتكت له من التأثير النفسي السيء الذي انعكس على أطفالهم نتيجة بقائهم في المنازل "لذلك فكرت بإشغال أوقات فراغهم الطويلة بصناعة الفوانيس التي غالبا ينتظرون رمضان لاقتنائها". ويجلس فؤاد لساعات أمام شاشة الكمبيوتر الخاص به، فيما يكون متصلا مع عدد كبير من الأطفال اليتامى التابعين للمؤسسة التي يعمل بها، ليعلمهم كيفية صناعة الفوانيس خطوة بخطوة، مستخدما الكرتون والأوراق الملونة والشمع بالإضافة إلى المقص. ويشير فؤاد إلى أن تصنيع الفوانيس يدويا، ليست فقط للتغلب على الأوضاع الصعبة، ولكنها تساهم بشكل كبير على "تشجيع الأطفال لاستثمار الأدوات الموجودة دائما في المنازل دون الحاجة إلى شرائها من الخارج". ويقول إن "الطفل الواحد سيعلم العشرات ممن هم حوله، وبذلك يتبادلون خبراتهم في صناعة الفوانيس اليدوية"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن أن تشعر بقدوم رمضان في حال غابت مظاهر التجهيزات الخاصة به". ويشتكي أصحاب المحلات الصغيرة التي تبيع الفوانيس الرمضانية من ضعف في اقبال الزبائن على شرائها، على الرغم من تكدسها في المخازن منذ سنوات سابقة. ويقول إبراهيم الجمل صاحب محل لبيع الفوانيس وأدوات الزينة الرمضانية، لـ ((شينخوا))، ان أزمة فيروس كورونا دفعت بمزيد من التراجع في الحركة التجارية. ويشتكى الجمل من عدم بيع إلا أعدادا قليلة من الفوانيس المعروضة في محله الصغير في سوق الزاوية الشعبي في مدينة غزة. ويضيف أن "أولويات الناس تركز على توفير الطعام والشراب بدلا من زينة رمضان والفوانيس"، التي يتراوح سعر بيع الواحد منها من 3 إلى 10 دولارات. وشكل الركود العام في الأسواق فرصة للشاب وسام فرحات (30 عاما) من مدينة غزة لاستثمار موهبته في صناعة الفوانيس اليدوية وبيعها بثمن أقل من نظيراتها المستوردة في المحال التجارية الكبرى. وتوقف فرحات عن عمله كنادل في أحد المطاعم المحلية، بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة لمنع تفشي فيروس كورونا. ويقول فرحات لـ ((شينخوا))، إن شهر رمضان يشكل في كل عام مصدرا لإنعاش الحركة التجارية ووجدت في بيع الفوانيس وسيلة لتوفير مصدر دخل مالي بديلا عن عمله الأصلي المتوقف. وتمتاز الفوانيس التي يصنعها فرحات من الكرتون المقوى، بكبر حجمها حيث يتم وضعها في المطاعم والمحلات التجارية إضافة إلى بعض الأماكن العامة. ومع ذلك، يشتكي فرحات من ضعف الإقبال على الشراء في ظل إغلاق المطاعم والمقاهي والكثير من الأماكن العامة، مما اضطره إلى صناعة فوانيس أصغر حجما.
مشاركة :