انتشرت في لبنان خلال الأيام الماضية مبادرة «فقراء، بسْ عندنا كرامة»، حيث تسعى إلى مساعدات العائلات الفقيرة دون اللجوء إلى الدعاية للجمعيات الخيرية. يشير الناشط علاء، عبر منشورات متعددة له عبر «فيسبوك»، إلى أناس «مختبئين وراء شعورهم بالتخلي والضعف وعدم الانتماء للدولة، يُفضلون عدم التحدث أمام الملأ»، و«يريدون أن يحفظوا خط الرجعة». هم ببساطة، بحاجة إلى أي شيء يُبقيهم أحياء، ولو كان قسيمة شرائية أو كرتونة إعاشة، فيما آخرون أبوا أن يتركوا أنفسهم للجوع ومذلته، وكتبوا على مداخل أحيائهم الفقيرة: «عنا كرامة»، وهنا لا علاقة لهؤلاء بالتعبئة العامة والحجْر المنزلي، فالسواد الأعظم منهم من دون كفوف وكمامات. ومن وحي هذا المشهد، ينقل علاء ما قالته سيدة لغرباء دخلوا إلى حيها: «هل تلتقطون الصور لإظهار عارنا للعالم؟!».ترحيب «نعم، في حينا فقراء كثر بحاجة للمساعدة في زمن كورونا، ولكن لديهم كراماتهم، حتى في عز أزمتهم وضعفهم ويأسهم»، يقول فادي لـ«البيان»، معلناً ترحيبه بكل يد ممدودة للمساعدة، لكن «لن نكون جزءاً من بروباغاندا ما يسعى إليها البعض منهم»، ومشيداً ببعض الجمعيات والمؤسسات التي بدأت، منذ أكثر من شهر، بحملات لمساعدة الناس، تحت شعارات مختلفة، التقت جميعها على فكرة التضامن ومساعدة المحتاجين في هذا الظرف الاستثنائي، و«غالبية هؤلاء يعرفون أن ما يقومون به هو فعل خير».المنازل ووسط السباق المحموم بين عداد «كورونا»، وبين مساعي تسخير كل الإمكانات لعدم السماح لهذا الوباء بالتفلت من دائرة السيطرة، وتحت شعار «خليك بالبيت»، لا يزال اللبنانيون، بأغلبيتهم الساحقة، يلتزمون منازلهم، في إجراء وقائي لا بد منه، ريثما تنجلي هذه الغمامة السوداء. أما الفقراء منهم، فيبدون «عالقين» بين الحجْر المنزلي وصرخة الجوع في آن. كما أن حال حال الناس المحتاجة، فيُرثى لها، إذ «هناك من يستسهل استغلال هذا الأمر، أحياناً بنوايا مبيتة، وأحياناً أخرى عن سوء تقدير»، بحسب الناشطة لمى، التي كتبت عبر صفحتها على «فيسبوك» عبارة تختصر بعض المشهد: «كل محتاج هو اليوم ذخيرة لمحبي الظهور وأصحاب الياقات والمشاريع. كل محتاج هو اليوم وسيلة قد تصل لتتحول إلى دعاية ممنهجة لمشروع سيأتي لاحقاً، أو بدأ فعلاً».طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :