شاركت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في اجتماع وزراء الثقافة عن بُعد والذي عقدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافية (اليونيسكو) اليوم الأربعاء الموافق 22 أبريل 2020م. ويأتي هذا الاجتماع كامتداد لمنتدى وزراء الثقافة الذي نظمته اليونيسكو نهاية شهر نوفمبر من العام الماضي في العاصمة الفرنسية باريس. وفي مداخلتها ضمن الاجتماع، قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «جميعاً نواجه اليوم أوقاتاً عصيبة، ورغم ذلك فإنه يتوجب علينا أن نؤمن بما يمكن للثقافة تحقيقه»، مؤكدة أن الثقافة يمكنها تخفيف أثر الأزمة وتحويل الأوقات الصعبة إلى دافع للابتكار والإبداع وصناعة الإيجابية. وأضافت معاليها أن التقنيات الحديثة المتعلقة بالاتصالات والمعلومات شكّلت ملاذاً جديداً للعمل الثقافي وساهمت في الترويج لمكتسباتنا الثقافية من خلال توثيق التراث الثقافي غير المادي كالفنون الشعبية والأدائية التقليدية وغيرها. وتابعت معاليها حديثها قائلة: «التقنيات الحديثة فتحت لنا كافة الأبواب للوصول إلى جمهورنا، وشكلت فرصة لترويج وعرض كافة مواقعنا من خلال الواقع الافتراضي»، مضيفة أن الهيئة استطاعت صناعة استمرارية في العمل الثقافي عبر الانترنت وقدّمت للجمهور فرصة الاطلاع على مطبوعاتها، وللمرة الأولى إقامة مؤتمر صحفي إلكتروني للإعلان عن آخر مكتشفاتنا الأثرية. ونوّهت معاليها بأهمية الثقافة في استدراج الأمل إلى المجتمعات، متوجّهة للمشاركين في الاجتماع في نهاية مداخلتها باللغة العربية قائلة: «الثقافة فعل مقاومة». وسعى هذا الاجتماع الذي شاركت فيه (.....) دولة إلى صناعة حوار افتراضي عن بعد ما بين مختلف وزراء ومسؤولي القطاعات الثقافية في دول العالم لمناقشة تأثير الأزمة الصحية التي سببها وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) على القطاعات الثقافية المختلفة، إضافة إلى استعراض جهود الدول في الاستجابة للظروف الاستثنائية التي سببها الوباء وكيفية عملهم على تعزيز القطاع الثقافي على المستوى المحلي. وكانت منظمة اليونيسكو قد عبّرت عن قلقها من تأثير الأزمة الصحية العالمية الراهنة على القطاع الثقافي، حيث أشارت إلى إمكانية حدوث تأثير عميق على هذا القطاع على المستويات الإقليمية والوطنية والمحلية على المدى الطويل، كما نوّهت إلى أن القيود المفروضة على حركة السفر والتنقل تحد من وصول الأفراد إلى النشاط الثقافي. كما أوضحت المنظمة أن تأثير الأزمة بإمكانه أن يصل إلى الفنّانين والعاملين في المجالات الثقافية وخصوصاً أولئك العاملين في مجالات الحرف والإنتاج الموسيقي والسينمائي والفنون المسرحية غيرها. هذا ويأتي الاجتماع ضمن سلسلة مبادرات كانت قد أطلقتها منظمة اليونيسكو لدعم قطاعات الثقافة والتراث الثقافي والتي تشهد إقبالاً من ملايين الأشخاص حول العالم، والذي يرون في الثقافة وسيلة لتعزيز صمودهم أمام حالة الإغلاق التام التي تشهدها الكثير من الدول في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19). منظمة اليونيسكو لم تقتصر مبادرتها على المستوى الرسمي، بل أطلقت حملة عالمية على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم مواقع التراث العالمي عبر استخدام وسم (#ShareOurHeritage) لدعم سبل الوصول إلى مواقع التراث العالمي إلكترونياً، إضافة إلى إطلاق معرض افتراضي لعشرات من المواقع التراثية حول العالم بدعم تقني من غوغل.
مشاركة :