على الرغم من تعدد الأدوار التي لعبتها مواقع التواصل الاجتماعي وما قدمته من خدمات عملت على تسهيل حياتنا الاجتماعية وأيضًا العملية، إلا أنها ما زالت تقدم لنا الكثير من الخدمات الأخرى لجعل حياتنا أكثر سهولة ويُسر، ولعل أبرز ما أتاحته لنا الآونة الأخيرة هو صناعة العلامات التجارية عبر مستخدميها أو صناعة “الأشخاص المؤثرين” ليتحولوا إلى علامات تجارية، والسؤال هنا: كيف تصنع مواقع التواصل العلامات التجارية الناجحة؟ ربما سمعنا خلال الفترة الأخيرة عن مفهوم التسويق عبر المؤثرين، وهو عبارة عن مجموعة من الأشخاص يمتلكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تضم عشرات الملايين من المُعجبين والمتابعين، مثل فيسبوك وإنستجرام وتويتر ويوتيوب؛ حيث يُمكنهم الترويج لبعض المنتجات أو الخدمات التي تُقدمها الشركات بين مُعجبيهم ومتابعيهم، فهؤلاء الأشخاص هم الأكثر شعبية على مواقع التواصل وصارت آراؤهم قيّمة للغاية. اقرأ أيضًا: استراتيجيات تطويرية.. كيف يستعد رواد الأعمال لإنجاز المهمة؟ ولعل أبرز الذين أصبحوا من أكبر العلامات التُجارية التي تعتمد عليها كُبرى الشركات العالمية للترويج لمنتجاتها أو خدماتها هو اللاعب البرتغالي والعالمي «كريستيانو رونالدو»، وهنا قد يقول البعض إن شهرته الكروية هي سبب ذلك، بالطبع لا نُنكر ذلك ولكن ليست وحدها هي من صنعته كعلامة تجارية، ففي نهاية شهر يناير الماضي احتفل اللاعب رونالدو بوصول حسابه على “إنستجرام “إلى 200 مليون متابع، وصفحته على “فيسبوك” تجاوزت 120 مليون مشترك، فكل هذه الأرقام هي ما جعلته من كُبرى العلامات التجارية في العالم التي يتم التعاقد معاها ويحظر استخدامها من قِبل شركة أخرى إلا بعد انتهاء المدة المحددة في العقد. وهنا نصل لتساؤل آخر: هل يُمكن للشركات أو المؤسسات التجارية الاستفادة من الأشخاص الذين تحولوا إلى علامات تجارية؟ نعم بالتأكيد، وهو ما سنتناوله في السطور التالية.كيف تستفيد الشركات من الأشخاص المؤثرين؟ بلا شك أن للأشخاص المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا وفعالًا في الشركات أو المؤسسات التجارية، فهم سهلوا على المسوقين مهمة التواصل مع المستهلكين بطريقة آمنة وقد تكون مضمونة من خلال الوصول إلى كمية متابعات كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحترم رأي الشخصية المؤثرة، ويُمكن للشركات استخدام مفهوم “التسويق عبر المؤثرين” من أجل فهم أفضل لاحتياجات العملاء وأولوياتهم. اقرأ أيضًا: أسرار تويتر.. 8 نقاط تضعك على رأس المؤثرين ربما يحتاج هذا النوع من التسويق إلى تكاليف باهظة، ولكنه يُعد هو الأفضل من الوسائل الأخرى؛ حيث تكون نتائجه مضمونة بنسبة 95%، وفي هذه النُقطة ننصح المسوقين والشركات بفهم المؤثرين وإيجاد المؤثر المناسب لنشاطك التجاري وكيف يساعد حملاتك للوصول إلى أقصى قدر من الكفاءة والأصالة، ويُمكن ذلك من خلال تحديد جمهورهم المستهدف، ثم النظر في أنواع المواضيع والمدونات والفيديوهات والوسائط المتعددة التي من شأنها توفير أكبر قدر من المشاركة.كيف تصنع مواقع التواصل العلامات التجارية الناجحة؟ وفي ظل تراجع نسب المشاهدات لبرامج التليفزيون صار التسويق عبر المؤثرين أحد أبرز الاتجاهات الحديثة للمسوقين والشركات العالمية؛ وهو ما جعله استراتيجية غير مباشرة للوصول إلى العملاء الجدد والحاليين، فالعلاقة بين مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي والشركات تضمن أن الجمهور لن يرى المنتج أو الخدمة التي تُقدمها فحسب، بل سيكون مدفوعًا للتفاعل والشراء بناءً على توصيات المؤثر. في نهاية المطاف، يُمكن للشركات أو المؤسسات التجارية الاستفادة من جمهور المؤثرين؛ من خلال إنشاء حملات تسويقية كجزء من استراتيجيتها التسويقية المتكاملة الشاملة؛ حيث يتم التعامل مع المؤثرين بطرق متنوعة لزيادة الوعي بالمنتجات أو الخدمات التي تُقدمها الشركات وزيادة اشتراكات العملاء المحتملين أو زيادة زيارات الموقع، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال ظهور الشخصية المؤثرة مع المنتج، أو نشر محتوى عن منتجات الشركة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما يفعل “رونالدو وميسي ومحمد صلاح” عبر حساباتهم. اقرأ أيضًا: 5 تطبيقات إلكترونية تُسهل العمل عن بعد
مشاركة :