لا نزال نرى بين الفينة والأخرى من يحاولون يائسين توجيه سهام التشكيك والتجني على العمل الخيري الكويتي قصد تقويضه، باتهامات وافتراءات لا تنطلي على أحد، كان آخرها محاولة هؤلاء تشويه حملة «فزعة الكويت» لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، بزعمهم وجود مخالفات وتجاوزات وخفايا وحقائق تخفى على الشعب الكويتي.وغني عن البيان، القول إن الشعب الكويتي جبل على تقديم يد العون والعمل الخيري في الداخل والخارج في كل بقاع المعمورة، وتوج بمنح صاحب السمو أمير البلاد لقب «أمير الإنسانية» عن جدارة واستحقاق من قبل أعلى هيئة أممية في العالم.ولمن لا يعلم، فإن حملة «فزعة اليوم الواحد»، إنما جاءت تلبية لدعوة سموه بفزعة كويتية لدعم الحكومة في مواجهة الفيروس، إذ جمعت الحملة التطوعية الخيرية خلال يوم واحد ما يزيد على 9 ملايين دينار، وأعلن القائمون على العمل الخيري منذ بدايتها أن هذه الأموال لا تستقطع منها النسبة الإدارية مطلقاً، وأنها تسلم كاملة لمصارفها المعلن عنها، استشعاراً لحجم المخاطر الكبيرة لهذا الوباء.العجيب في الأمر، أن خرج علينا بعض مغردي «تويتر» مطالباً الجمعيات بعدم استقطاع النسبة الإدارية، وهذا أمر أعلناه سلفاً، فمطالبته تلك هي والعدم سواء، ثم تمادى في دغدغة مشاعر الناس، قائلاً «هناك خفايا وحقائق حول التبرعات سوف نكشفها، والسؤال الآن: إذا كان لدى هؤلاء النفر خفايا وحقائق واتهامات ومخالفات، لماذا يذهبون إلى وسائل التواصل، ولا يذهبون بها للجهات المختصة كوزارة الشؤون أو القضاء بدل العنتريات الكلامية؟هؤلاء المشككون ـ هداهم الله ـ حجتهم داحضة، لجهلهم بحقيقة العمل الخيري، وحالهم هذا كغلام ذاك الشيخ الذي سأله سيده: «متى صلينا أول جمعة في المدينة يا غلام فرد الغلام: قائلاً يوم الثلاثاء يا سيدي»، فمزايدتهم الرخيصة الهدف منها صنع بطولات شعبوية زائفة، أو تصفية حسابات لا تخلو من حسد وحقد. هؤلاء النفر خاب مسعاهم وباطل ما زعموا للأسباب الآتية: أولا: سلمت أموال تبـرعات «فزعة اليوم الواحد» دون انتقاص فلس واحد، وفق ما أعلنت الجمعيات منذ البداية وليس نزولاً عند مطالبات أحد، فهذا واجب، فضلاً عن أن العمل الخيري الكويتي مراقب من قبل وزارة الشؤون والبنك المركزي ووزارة الخارجية، فلا مجال لأي تجاوز، كما أن أموال التبرعات تؤخذ عبر الاستقطاع البنكي أو الـ«كي نت».وقد أعلنت وزارة الشؤون تحريك الدعوى أمام القضاء، ضد كل متطاول على العمل الخيري باتهامات باطلة، وهي خطوة أشاد بها رئيس اتحاد المبرات والجمعيات الخيرية د. عبد المحسن الخرافي.وأخيراً، أقول لهؤلاء، العمل الخيري في الكويت نزيه، ومن يحاول نقب جداره فإنما هو كـ«ناطح صخرة ليوهنها»، ندعوهم لتقصي الحقائق، والتثبت. h-alamer@hotmail.comhumoudalamer
مشاركة :