ما هي تفاصيل صفقة أردوغان مع زعيم المافيا وعتاولة الإجرام ؟

  • 4/22/2020
  • 21:35
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في تأكيد لدولة الرجل الواحد استخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلطاته الديكتاتورية المطلقة في الإفراج عن زعماء المافيا وعتاولة الإجرام من السجون مستغلا قانون العفو المشبوه الذي أقره البرلمان «المسيس»، بزعم تخفيف الضغط عن السجون ضمن إجراءات مواجهة تفشي كورونا الذي ينهش تركيا طولا وعرضا.وفجر قرار أردوغان بإطلاق سراح الأب الروحي للمافيا التركي علاء الدين تشاكجي أخيرا موجة غضب عارمة في الأوساط السياسية والشعبية، فبينما وصفته المعارضة بأنه «معدوم الضمير» في إشارة إلى أردوغان، تساءل مراقبون سياسيون: هل الإفراج عن زعيم أحد أخطر العصابات التركية صاحبة النفوذ العابر للقارات «خطوة أولى» له في طريقه نحو الاتجاه للاستثمارات في مجالات ترويج المخدرات وغسل الأموال لإنقاذ اقتصاده المنهار؟ووصف محللون ما جرى بأنه خطوة استفزازية بلا حياء ولا منطق، ويعكس سلطات رئيس النظام المطلقة في تركيا، مؤكدين أن الإفراج عن «البلطجية وزعماء العصابات» هدفه استخدامهم ضد معارضيه.ورغم أن القانون نص على الإفراج عن 90 ألف سجين، فإن معظم الذين أطلق سراحهم هم من المجرمين والقتلة وتجار المخدرات وتبييض الأموال، وهو ما أثار استياء المعارضة التركية، كما فجر غضبا كبيرا بين أسر وعائلات المسجونين الآخرين بتهمة المشاركة في مسرحية محاولة انقلاب يوليو 2016، وأسر الصحفيين وكتاب الرأي والسياسيين من المعارضة.وكشف الصحفي المعروف بلما أكتشورا تفاصيل صفقة إطلاق تشاكجي، لافتا إلى أن عصابته تسيطر على أحد أهم البنوك التركية، ومتغلغلة في صفوف الشرطة والجيش والاستخبارات، ولديها علاقات وثيقة مع شخصيات سياسية مثل بهتشلي زعيم حزب الحركة القومية وحليف أردوغان. كما تمتلك علاقات وثيقة عابرة للقارات مع العصابات، واشتهرت هذه العصابة بترويج المخدرات وغسل الأموال وإدارة شبكات الدعارة، وهو ما يمكن أن يستفيد منه رئيس النظام في محاولة وضع حد لانهيار الليرة وتردي الاقتصاد، ومواجهة الجائحة التي دفعته إلى طلب التبرع من المواطنين ما اعتبره سياسيون نوعا من «التسول».  من هو تشاكجي؟!ولد في يناير 1953 في قرية تابعة لمدينة طرابزون، ويعرف بـ«الأب الروحي للمافيا التركية» وزعيم تنظيم الجريمة المنظمة. بدأت علاقته بالاستخبارات عندما عين في 1986 مساعدًا للمستشار في جهاز الاستخبارات حيرام عباس. وأرسل إلى الخارج لمكافحة الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا واليساريين الثوريين. وبعد كشف تورطه في تزوير الشيكات في نهاية الثمانينات فر إلى خارج تركيا بجواز سفر مزور عام 1992.وبعد مرور 6 سنوات وفي عام 1998 قبض عليه في فرنسا وسلم لأنقرة التي سجنته عام 1999. وعندما أفرج عنه في 2002 هرب مجددًا. وعرفت عصابته بترويج المخدرات وغسل الأموال وإدارة شبكات الدعارة.اعتقل في يوليو 2004 في النمسا، وعثر معه على جواز سفر مزور يعود لمسؤول كبير في جهاز الاستخبارات التركية. وفي 14 أكتوبر من نفس العام سجن في مدينة تكيرداغ غرب تركيا، بتهمة تأسيس تنظيم إجرامي وارتكاب جريمة التهديد وإصابة شخص.اللافت في مسيرة هذا المجرم أنه سبق أن هدد أردوغان، بعد فوزه في انتخابات 2018، في خطاب جاء فيه: «يا أردوغان، أنت لست مالكًا للدولة، لا تنس بأنك مسافر، وأن ضمان بقاء هذا البلد هم القوميون الذين يحبونه، وعليك أن تدعو للسيد بهتشلي ورفاقه، كما تدعو لأبويك». لكنه عاد بعد إطلاقه ووجه خطاب شكر لرئيس النظام لمنحه الحرية.< Previous PageNext Page >

مشاركة :