ألمانيا.. أول محاكمة عالميا في انتهاكات النظام السوري

  • 4/23/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لسنوات عديدة أنهك القلق والتساؤلات المهندس الفرنسي السوري عبيدة الدباغ. إذ كان ينام كل ليلة في سرير آمن في فرنسا لكنه يتخيل أقاربه يقبعون في زنزانة صغيرة في أحد سجون النظام في سوريا، قبل تبلغه خبر وفاتهم. وتبدأ ألمانيا اليوم الخميس أول محاكمة في العالم تحقق في انتهاكات منسوبة إلى النظام السوري، الذي تستهدفه أساساً دعاوى مماثلة في دول عدة، بينها شكوى تقدم بها الدباغ أمام القضاء الفرنسي. وفي وقت تتركز الأنظار على المحاكمة المرتقبة في ألمانيا، يروي الدباغ لوكالة فرانس برس محنته، التي تتشابه مع قصص عشرات آلاف عائلات المفقودين في سجون النظام السوري الذائعة الصيت. وشكّلت الشكوى التي تقدم بها الدباغ متهماً النظام السوري بالإخفاء القسري والتعذيب والاغتيالات مقدّمة لصدور مذكرات توقيف في العام 2018، للمرة الأولى في فرنسا، بحق ثلاثة مسؤولين سوريين، بينهم رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك. ولطالما تحدثت منظمات إنسانية عن مآس يتعرض لها المعتقلون في سجون النظام السوري ومراكزه الأمنية. ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن مئة ألف شخص قضوا تحت التعذيب أو نتيجة ظروف الاعتقال المروعة في سجون النظام، التي مرّ عليها نصف مليون شخص منذ بدء النزاع عام 2011. طوال خمس سنوات، بحث الدباغ عن معلومات توصله إلى معرفة مصير شقيقه مازن وابن شقيقه باتريك اللذين اعتقلا من قبل المخابرات الجوية السورية في تشرين الأول/‏نوفمبر 2013. في 20 تموز/‏يوليو 2018، تسلّمت زوجه أخيه من موظف في السجل المدني شهادتي وفاة مختصرتين أثارتا لديه آلاف التساؤلات: «أين ماتا؟ وكيف؟ أين تم دفنهما؟ هل نحن متأكدون من أنهما توفيا؟». ويعتبر أن مضي ألمانيا في محاكمة عنصري مخابرات سورية متهمين بممارسة التعذيب في السجون، «سيسمح بأن يطّلع العالم على ما جرى ويجري في سوريا». ويقول عبادة «آمل أن يُصار في يوم من الأيام إلى محاكمات أيضاً في فرنسا».

مشاركة :