تعرضت مدينة الزعفرانية الى القصف الشديد اثناء دخول القوات الامريكية في عام 2003 اذ انه بعد عبور قوات المشاة الامريكية الاولى وفرقة المارينز لجسر ديالى باتجاه بغداد اشتبكت هذه القوات والمدعومة بالسلاح الجوي لقوات التحالف بمعركة دامت ثلاث ايام بلياليها المتواصلة بالقصف الشديد على القوات المسلحة العراقية والفرق الحزبية التي اتخذت الاخيرة من القرية الشمالية ثكنة عسكرية لها تقاتل من خلالها والتي رد عليها السلاح الجوي الامريكي بصواريخ الكروز , كما شاهد السكان شدة وكثافة القذائف والقنابل العنقودية التي اطلقت على هذه المنطقة بعد قيام طائرات التحالف بتحديد المنطقة جويا بالدخان الابيض الكثيف على شكل دائرة شملت منطقتي الوليد وباب الزراعة ليبدأ بعده القصف بالقذائف الجوية والتي لها القدرة الفائقة على صهر الاليات العسكرية ومقاومات الطائرات العراقية, كما ادى القصف الشديد الى موت الحيوانات بعد انتفاخها وكبر حجمها المخيف دون حدوث اي جرح فيها . كما تعرضت منطقة الزعفرانية من جهة شمالها هي الاخرى الى القصف الشديد على محيطها من المعسكروالقاعدة الجوية العسكرية بريا وجويا وانتهى الامر بتمركز القوات الامريكية في منطقة الرستمية قرب القاعدة الجوية . وعند استلام الموقع من قبل الامريكان وحسب شهادة السكان , تم قشط التربة بعمق 60سم ثم اكساؤه بالاسفلت ورمي التربة خارج الموقع وهذه الطريقة معروفة لدى المختصين بالتلوث النوووي هي لأزالة التربة الملوثة اشعاعيا . كما تعرضت القوات الامريكية في الرستمية الى هجمات المسلحين بلا هوادة حتى مغادرتهم المنطقة في عام 2011 وكانت ترد هي الاخرى عند تعرضها للهجومات المسلحة بشتى انواع الاسلحة والتي ربما غير معروفة ومنها ماشاهده السكان من قيام القوات الامريكية بتسليط ضوء احمر على المساحة التي انطلق منها الهجوم مما يتسبب في قتل كل من كان في الموقع بدون مشاهدة اصابات ظاهرة عليهم والله اعلم , بل ان طلقتها سقطت على ماعون الفطور لاحد افراد العائلة . واعقبت هذه الهجومات الامريكية بالاسلحة المحرمة على منطقة الزعفرانية بظهور اكثر من تسعين نوعا من الامراض السرطانية فضلا عن العقم والتشوهات الخلقية وضمور الدماغ وداء الذئب الاحمراري وداء السمك ولكن الغريب في الامرهو ظهور التهاب الكبد الفايروسي المسرطن ومحصور بالمنطقة التي قامت بتحديدها طائرات التحالف بالدخان الابيض عام 2003 , فعلى الرغم من تشخيص المستشفى الاختصاصي بهذا الوباء بالاشتباه الا ان مختبرات مدينة الطب حسمت الموضوع بصرف دفتر للمصاب ببدء العلاج الكمياوي وتحديد مواعيد الجرعات مما يشير الى ان هناك احتمالية كبيرة نتيجة تعرضهم لتلوث اشعاعي من القصف الامريكي بالاسلحة المحرمة دوليا وهو ما اشارت اليه الدراسات العالمية حساسية الخلايا الكبدية للاشعاع وان تلوث المياه والتربة والغذاء تزيد من احتمالية الاصابة بهذا المرض ومن الجدير بالذكر ان الاصابات التي تم العثور عليها بالكبد الفايروسي المسرطن ازدادت بعد عام 2011 وذروتها في 2015 و2016 و2017 بالتساوي وهذا يتفق مع دراسات منظمة الصحة العالمية التي اشارت الى ارتفاع الوفيات في الكبد الفايروسي في 2016 وعند توثيقي للواقع البيئي لمنطقة الزعفرانية بعد ان تظافرت جهود بعض منتسبي حماية المنشات في قاطع المدائن للشعبة الثانية في تسهيل انسيابية جمع المعلومات السكانية عن الوباء وعلاقتها بتلوث التربة والنبات والمياه ,بينت النتائج الاولية للدراسة ان هناك انتشار لوبائية السرطان في المنطقة يتزايد بتقدم السنوات . واليوم سكان هذه المنطقة هم اكثر عرضه للاصابة بفايروس كورونا المستجد وهو ما اعلنته خلية الازمة عن ظهور اصابات جديدة يوما بعد يوم بهذه المنطقة . وتقع هذه المدينة في الجانب الرصافة من الجنوب الشرقي للعاصمة بغداد وتخضع اداريا الى بلدية الكرادة ولدي وثائق تثبت الاصابات السرطانية وتلوث التربة والنبات ومياه النهر. لذا ادعو وزارة الدفاع العراقية بالتحاور مع الجانب الامريكي في الكشف عن انواع هذه الاسلحة المستخدمة على هذه المنطقة التي سببت معاناة طويلة الامد على السكان. هذا وقد طالب سكان المنطقة برفع دعوى قضائية ضد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والبريطانية والمطالبة بالتعويضات المادية والمعنوية عن الاضرار التي لحقت بالبيئة وفقا لاحكانم القانون الجنائي والانساني والبيئي الدوليين. اقبال لطيف جابر خبيرة التلوث البيئي عضو منظمة العفو الدولية عضو الجمعية العلمية العراقية للتربة
مشاركة :