بعد أن تزاح المظلة وتلمع النجوم وتتلألأ نبدأ بالبحث عن سر توهجها، وقد نكتشف أنها كانت تعيش في مكان غير مكانها، وعندما سنحت لها الفرصة وثابرت واجتهدت ظهر لمعانها لتضاهي قريناتها.وبعد البحث والتحري قد نلاحظ اجتماع النقيضين في حياة النجوم (وأقصد بالنجوم هنا الأشخاص المبدعين). لربما كان البعض منهم غير مجتهد في مرحلة الدراسة، مهمل لواجباته، أو ربما كان يرسب في مواد معيّنة أو يعيد السنة!فيبدأ التساؤل كيف يصل إلى هذه المرحلة من الامتيازات أو أن يبتكر شيئًا غير عن المألوف؟! متى استطاع أن يحقق هذه الإنجازات؟وعندما نتمعّن أكثر سنعرف أن الأبحاث تؤكد أن معظم المبدعين هم ممن حصلوا على تقديرات متوسطة أو ضعيفة في التحصيل الدراسي، أو أنهم يندرجون تحت مسمى أطفال صعوبات التعلم.ومن المبدعين المخترع (توماس أديسون) الذي فُصل من المدرسة وكان يطلق عليه قاصر عقليًا. ومن تولّى منصب الرئيس الثامن عشر للولايات لمتحدة الأمريكية (ويلسون) اتقن القراءة في عمر 11 سنة، وقد حققوا هذه الإنجازات عندما قرّروا أن يلاحقوا رغباتهم وتحقيقها أو توافرت لهم الظروف المناسبة.وقد يرجع سبب تدني تحصيلهم الدراسي إلى أن المدارس بمراحلها التعليمية المختلفة لم تستطع تمييز المبدعين وقدراتهم الإبداعية، أو لم تستطع مكافأة هؤلاء المبدعين وإشباع حاجاتهم وقدراتهم التفكيرية والإبداعية.كذلك يقع جزء على عاتق الأسرة بعدم معرفة قدرات طفلهم وتوفير احتياجاته اللازمة لاستمراره في شغف حب التعلم.ومن أهم المعوقات للمبدعين في مرحلة التعليم هي: ـ معوقات تعليمية (التدريس التقليدي، ضجر المعلم من كثرة أسئلتهم التي قد تكون خارج الدرس، عدم قدرة بعض المبدعين على الالتزام بالتعليمات ما يعرضهم للعقاب، وغيرها).ـ معوقات أسرية (كالتسلّط الوالدي، التفكّك الأسري، الحماية الزائدة، وغيرها).ـ معوقات شخصية (التدنّي في تقدير الذات، سرعة الانفعالات، اللامبالاة للدراسة، وغيرها).لذلك وجب على الأهل والمدرسة احتواء الطفل المبدع وإتاحة المجال له للتعبير عن نفسه ومعرفة إمكاناته وقدراته، وتوجيهه بما يتناسب مع رغباته.أ. هاشمية نور
مشاركة :