رام الله 23 ابريل 2020 (شينخوا) بادر شبان فلسطينيون حديثا إلى إطلاق مبادرة هي الأولى من نوعها، لإنقاذ الحيوانات الضالة بعد أن ازداد واقعها تعقيدا بفعل تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وأنجزت المبادرة التي تحمل اسم (فريق إنقاذ الحيوانات في فلسطين)، عدة مهام لإنقاذ حيوانات ضالة تدهورت أوضاعها بسبب حالة الطوارئ المستمرة في الأراضي الفلسطينية للشهر الثاني في مواجهة الفيروس. ويقول عميد جبر (38 عاما) أحد القائمين على المبادرة وهو موظف في مؤسسة دولية إنسانية، إن الفريق المكون من أربعة أشخاص بادر للعمل على حماية الحيوانات الضالة ومساعدتها في الحصول على الغذاء والمأوى في ظل الظروف الصعبة الحالية. ويضيف جبر لوكالة أنباء ((شينخوا)) "وجدنا حاجة ماسة لإطلاق المبادرة في ظل حالة الإغلاق وعدم التمكن من الوصول الى أماكن كثيرة للعناية ببعض الحيوانات التي تحتاج إلى مساعدة، وفق الإمكانيات البسيطة". ومن بين مساهمات المبادرة التعامل مع سبعة كلاب صغيرة "جراء" في مدينة رام الله تركتها الأم في إحدى البنايات قيد الإنشاء وتعرضت للتسمم. وقدم الفريق الشاب الطعام للجراء بشكل يومي للحفاظ على حياتها ودعمها في ظل عدم قدرتها على التنقل للحصول على الطعام. ولجأ الفريق إلى نشر مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل توفير العلاج والملاذ الآمن للجراء، وهو ما ساهم في وضعها لدى طبيب بيطري قدم العلاج حتى زالت مرحلة الخطر عنها. وتعمل المجموعة على إنقاذ الحيوانات المريضة وإيوائها بأمان وتعقيمها وتأمين رعاية صحية مناسبة لها، إلى حين تأمين بيوت أو عائلات ترغب بتبنيها. وبحسب القائمين على المبادرة، فإن فرض الحجر المنزلي ومنع التنقل أغلب ساعات نهار اليوم وتوقف المنشآت الاقتصادية عن العمل قلل إمكانية حصول حيوانات الشوارع على غذائها. وتعمل المجموعة على توفير بعض المساعدات من خلال متطوعين إما بتوفير الطعام أو العلاج لهذه الحيوانات. ويوضح جبر أن سكانا كانوا تناقلوا إشاعات حول احتمال نقل حيوانات الشوارع فيروس كورونا إلى البشر، وهو ما أدى إلى زيادة العداء تجاهها وتدني نسب الاهتمام بها. ويهتم الفريق الشاب بتقديم المساعدة للحيوانات من حيث عرضها للتبني أو تقديم ملاذ آمن لها إلى أن تصبح قادرة على العيش بشكل أفضل. في المقابل يشتكي المتطوعون من ضعف الموارد بالنظر إلى التكلفة المرتفعة للعلاج البيطري وطعام الحيوانات الأليفة وإيوائها. ويؤكد مدير جمعية الحياة البرية في الضفة الغربية عماد الأطرش، أهمية المبادرة الشبابية في إنقاذ الكثير من الحيوانات الضالة في ظل تردي أوضاعها أكثر بفعل حالة الطوارئ وأزمة فيروس كورونا. ويقول الأطرش لـ ((شينخوا))، إن واقع الإغلاق وتقليل الحركة بسبب الحجر المنزلي منح كثيرا من الحيوانات المزيد من هامش حرية الحركة والتنقل لكن ذلك لا يعني قدرتها على الحصول على مصادر طعام آمن. ويضيف أن الحيوانات الضالة في الأراضي الفلسطينية تفتقر لمصادر الطعام خاصة مع التوجهات بتنظيف الطرقات وإزالة النفايات بشكل أسرع في إطار إجراءات الحد من انتشار الفيروس في الأراضي الفلسطينية. ولا يوجد قانون لحماية الحيوان في الأراضي الفلسطينية، ما دفع "الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان" الوحيدة العاملة في مجال حماية الحيوان في الضفة الغربية، إلى إطلاق مقترح مشروع قبل سنوات لإعداد مسودة قانون مفصل تشريعي للرفق بالحيوانات لكنه لم ير النور حتى الآن. ويؤكد رئيس الجمعية أحمد صافي أن هناك حاجة لتحسين البيئة الفلسطينية لتكون صديقة أكثر للحيوان، خصوصاً الحيوانات الشريدة، من خلال رفع الوعي المجتمعي بأهمية الرعاية الطبية للحيوانات الأليفة، وتقديم الطعوم والعلاجات الضرورية لها على مدار العام.
مشاركة :