بدأت بعض الدول في تخفيف القيود التي فرضتها بسبب تفشي فيروس كورنا، مثل أسبانيا وإيطاليا التي تعد أكثر الدول تضررًا في أوروبا، والتشيك والدنمارك والنمسا والنرويج. بالإضافة إلى ألمانيا، وذلك بعد إعلان المستشارة أنجيلا ميركل، يوم الأربعاء قبل الماضي عن استعداد ألمانيا لتخفيف قيود الإغلاق تدريجيًا. وتراقب باقي الدول بحذر تجربة الدول التي قررت تخفيف القيود، رغم وجود مخاوف من تبعات ذلك؛ إذ أوصت دراسة نُشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية بعدم تخفيف قيود الإغلاق بشكل كامل قبل التوصل إلى لقاح للفيروس. النرويج تعطي النرويج الأولوية لإعادة فتح المدارس، وقالت رئيسة الوزراء إيرنا سولبرج إنها ستبدأ في تقليص إجراءات الإغلاق اعتبارًا من 20 أبريل، حيث ستبدأ رياض الأطفال في إعادة فتح أبوابها، وبعد أسبوع سيعاد فتح المدارس للتلاميذ في الصفوف من الأول إلى الرابع. النمسا أعلنت النمسا فتح جميع المتاجر ومراكز التسوق وصالونات تصفيف الشعر اعتبارًا من 1 مايو، بينما سوف يتم فتح المطاعم والفنادق بدءًا من منتصف مايو، وسوف يتم تنفيذ ذلك في ظل ظروف أمنية صارمة وفقًا لما قاله المستشار النمساوي سيباستيان كورتز الذي حذر من أن الخطر لم ينته بعد، مستشهدًا بسنغافورة التي شهدت عودة الإصابات مرة أخرى. التشيك بعد أن أعلنت التشيك حالة الطوارئ يوم 12 مارس، بدأت بفرض قيود على السفر وحظر الفعاليات الكبيرة، وإغلاق الشركات غير الضرورية، كما طلبت من مواطنيها البالغ عددهم 10.7 مليون نسمة، تغطية وجوههم عندما يكونون خارج المنزل. ويبدو أن الإجراءات الصارمة للحكومة التشيكية حققت نجاحًا، وأعلنت الحكومة عن تخفيف قيود الإغلاق، وقالت الحكومة يوم 6 أبريل إنه بإمكان المواطنين ممارسة الرياضة بمفردهم دون ارتداء الأقنعة. كما أعلنت إعادة فتح المتاجر مثل متاجر الأجهزة والدراجات، بالإضافة إلى المرافق الرياضية، في حين سوف يبدأ الطلاب في العودة تدريجيًا للمدارس والكليات، لكن من غير المتوقع فتح المدارس الثانوية بشكل كامل حتى الأول من سبتمبر. وسوف تسمح الحكومة بإقامة حفلات الزفاف بشرط أن يحضرها أقل من 10 أشخاص، كما ستسمح للمطاعم التي تبيع وجبات جاهزة بفتح أبوابها اعتبارًا من 25 مايو، وسوف تسمح أيضًا لجميع متاجر البيع بالتجزئة وجميع المطاعم والفنادق بفتح أبوابها اعتبارًا من 8 مايو. الدنمارك كانت الدنمارك التي يبلغ عدد سكانها 5.8 مليون نسمة من أوائل الدول الأوروبية التي أغلقت حدودها يوم 13 مارس، قبل أن تقوم في نفس الأسبوع بغلق المدارس والمقاهي والمتاجر، وحظر التجمعات لأكثر من 10 أشخاص. وقد بدأت الدنمارك في تخفيف قيود الإغلاق بعد أن انخفضت أعداد المصابين بفيروس "كورونا"، وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن في مؤتمر يوم الثلاثاء إن الدولة سوف تتوسع في المرحلة الأولى من تخفيف إجراءات الإغلاق، بدءًا من فتح جزئي للمدارس للطلاب الأصغر سنًا. وقد مدّت الحكومة الدنماركية حظر التجمعات لأكثر من 10 أشخاص حتى يوم 10 مايو، كما قالت إن دور السينما ومراكز التسوق ستظل مغلقة، وتم حظر جميع المهرجانات والتجمعات الكبيرة حتى شهر أغسطس. إسبانيا عاد العديد من الموظفين غير الأساسيين لعملهم في جميع أنحاء إسبانيا بعد عطلة عيد الفصح، وعاد نحو 300 ألف شخص للعمل في مدريد، وفي حين سُمح لقطاع البناء والصناعات الأخرى ببدء العمل من جديد، فلا تزال المتاجر غير الضرورية والمطاعم مغلقة. وقد أثارت النقابة العامة للعمال في إسبانيا مخاوف بشأن عودة العمال للعمل، وطلبت من أصحاب العمل توفير معدات الوقاية الشخصية، وسوف تقوم الشرطة الإسبانية بتوزيع أكثر من 10 ملايين قناع للوجه على الركاب في محطات المترو والحافلات والقطارات. إيطاليا بدأت إيطاليا بإعادة فتح المكتبات ومغاسل الملابس ومتاجر الأدوات المكتبية ومتاجر ملابس الأطفال يوم الثلاثاء، وذلك بعد إصدار مرسوم حكومي وقع عليه رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في 10 أبريل. وقد تم توسيع هذه القائمة لتشمل تصنيع أجهزة الكمبيوتر، وتنسيق وصيانة الحدائق، وإنتاج الورق، وتعتبر هذه التغييرات جزءًا من إجراءات أكبر لتخفيف المزيد من قيود الإغلاق والمقرر إجراؤها خلال المرحلة الثانية من خطة ثلاثية المراحل للعودة إلى الأوضاع الطبيعية، والتي سوف تبدأ بعد 3 مايو. ورغم هذه الإجراءات إلا أن بعض المناطق في إيطاليا قررت تأجيل رفع القيود الخاصة بـ"كورونا"، ففي مقاطعتي لومباردي وفينيتو اللتين تعدان أكثر المناطق تضررًا من "كورونا" في إيطاليا، لم يُسمح للمكتبات أو متاجر بيع الأدوات المكتبية بإعادة فتح أبوابها. وبشكل عام تُلزم الدولة المتاجر التي تعيد فتح أبوابها باحترام القواعد الخاصة بالحد من تفشي فيروس "كورونا"، بما في ذلك توفير معقم اليدين، وارتداء أقنعة الوجه في الأماكن المغلقة، وارتداء القفازات. ألمانيا قررت ألمانيا التي قامت باختبارات واسعة النطاق منذ بداية تفشي فيروس "كورونا"، تخفيف قيود الإغلاق تدريجيًا، حيث يمكن للمتاجر التي تبلغ مساحتها 800 متر مربع إعادة فتح أبوابها بدءًا من يوم الإثنين، كما سيتم إعادة فتح المدارس تدريجيًا بدءًا من 4 مايو، وستكون الأولوية لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية في سنوات الدراسة الأخيرة، بينما ستظل مراكز رعاية الأطفال مغلقة، وسوف تواصل ألمانيا تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، بما في ذلك حظر المناسبات العامة الكبيرة.
مشاركة :