صلاة الوتر سنةٌ مؤكدةٌ، وليست واجبةً، ودليل سُنِّيَّتِهِا قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ» (رواه الترمذي).الوقت الصحيح لصلاة الوترقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو كبار هيئة العلماء، إن وقت صلاة الوِتر من بعد صلاة العشاء وحتى قبل طلوع الفجر، وسُمِّيت بذلك لأنها تُصلى وِترًا، إما ركعة واحدة، وإما ثلاثًا، أو أكثر، ولا يجوز جعلها شفعًا -كركعتين فقط-.وأضاف جمعة، في أحد الدروس الدينية المذاعة عبر يوتيوب، فى إجابته عن سؤال ( ما آخر وقت يمكن فيه إدراك صلاة الوتر؟): تركع قبل أذان الفجر فإن أذن الفجر فقد انتهى وقت الوتر.وأوضح: "أما عن آراء الفقهاء فى صلاة الوتر فقال الأحناف قالوا إن الوتر واجب وهو ثلاث ركعات كالمغرب لا يسلم بينهن ، ويقرأ في جميعها فاتحة وسورة ويقنت في الثالثة قبل الركوع مكبرا رافعا يديه، والمالكية قالوا إن سنة مؤكدة لكن لا تكون إلا بعد شفع يسبقها- أي ركعتين - ثم يسلم وبعدهما ركعة واحدة ووصلها بالشفع مكروه.وأضاف أن الشافعية قالوا إنها سنة مؤكدة وأدنى الكمال ثلاث ركعات فلو اقتصر على ركعة كان خلاف الأولى وله أن يصلي ركعتين ثم يسلم ويأتي بثالثة أو يأتي بالثلاثة بتشهد واحد، والحنابلة قالوا إنها سنة مؤكدة وأدنى الكمال ثلاث ركعات فله أن يصلي ركعتين ثم يسلم ويأتي بالثالثة أو يأتي بالثلاث بتشهدين وبسلام واحد كما تصح صلاة الوتر بركعة واحدة.هل يجوز قضاء صلاة الوتر ؟من جانبه قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه من المستحب للمسلم الذي يواظب على قيام الليل، أن يقضيه إذا تركه بسبب عذر كالمرض وغلبة النوم ونحو هذا.وأضاف ممدوح، فى إجابته عن سؤال « هل لصلاة الوتر قضاء؟»، أن صلاة الوتر من السنن والمستحبات وكان مسلك النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان له عادة يستديمها فى العبادات فتذهب فإنه يقضيها.وتابع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقضي السنن ليس لأنها فرض يقضى إنما يقضيها من أجل المحافظة على ذلك فورد فى الحديث الشريف (( كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا، وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً )) فأخذ العلماء من هذا مشروعية قضاء النوافل التى للإنسان فيها استدامة ومواظبة.مقدار القراءة في صلاة التراويحاتفق الفقهاء على أنه يُجزئ فى صلاة التروايح من القراءة ما يُجزئ فى سائر الصلوات، واتفقوا أيضًا على القول باستحباب ختم القرآن فى الشهر؛ لما روى البخاري ومسلم فى "صحيحيهما" عن السيدة فاطمة- رضي الله عنها- قالت: "أَسَرَّ إلى النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي".وأقل ذلك أن يُختَم القرآنُ الكريم مرةً واحدةً، وما زاد فهو للأفضلية؛ نص على ذلك أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة، فذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بسنِّيَّة قراءة 10 آياتٍ في الركعة الواحدة؛ ليحصل له ختم القرآن مرةً في الشهر، مع القول بإجزاء ما هو أقل من ذلك .حكم صلاة التراويحصلاة التراويح في رمضان سنَّةٌ مؤكدة للرجال والنساء، وقد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله؛ فعَنْ أبِـي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه، وَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِـينَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: "أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم صَلَّى ذَاتَ لَـيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَـمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ»؛ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ. متفق عليه، وَعَنها أيضًا رَضِيَ اللهُ عَنْـهَا قالتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأحْيَا لَيْلَهُ، وَأيْقَظَ أهْلَهُ" متفق عليه.اقرأ أيضا: كيفية صلاة الوتر في المذاهب الأربعة.. احرص على ترديد 21 كلمة في آخرها
مشاركة :