أطلقت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الجمعة مبادرة «تاريخيّة» تجمع دولاً عدة، بينها فرنسا وألمانيا، لتسريع إنتاج اللقاحات والعلاجات والفحوص الخاصة بفيروس كورونا المستجد مع ضمان تكافؤ الفرص في الحصول عليها، فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، أن هزم الوباء يتطلب «أقصى جهود في التاريخ على صعيد الصحة العامة». وسجلت الصين، أمس، يوماً جديداً بلا وفيات من جراء فيروس كورونا المستجد، فيما انخفض عدد الإصابات عن أول من أمس، وتجاوز العدد الإجمالي للوفيات في العالم 193 ألف حالة، وسجلت نحو ثلثي الوفيات في أوروبا، فيما تخطت الإصابات مليونين و762 ألف حالة استناداً إلى مصادر رسمية. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس ادانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي افتراضي لإطلاق المبادرة، شارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن ذلك يمثل «تعاوناً تاريخياً لتسريع تطوير وإنتاج وتوزيع متكافئ للقاحات والفحوص التشخيصية والعلاجات ضد (كوفيد-19)». وأضاف أن هذا المرض الرئوي «تهديد مشترك لا يمكننا هزيمته إلا بعمل مشترك»، وتابع: «علمتنا التجربة أنه حتى عندما تكون الوسائل متاحة، فإنها لا تكون متاحة بالتساوي للجميع. لا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك». وقالت أورسولا فون دير لاين، إن الهدف من جهد عالمي لجمع التبرعات في أوائل مايو سيكون جمع 7.5 مليارات يورو (8.1 مليارات دولار) لتعزيز العمل في مجال الوقاية والتشخيص والعلاج. ومضت تقول للمؤتمر «هذه خطوة أولى فقط، لكن ستكون هناك حاجة إلى المزيد في المستقبل». وأشاد رئيس الاتحاد الإفريقي سيريل رامابوسا «بالإدارة الممتازة» لمنظمة الصحة العالمية في مكافحة مرض «كوفيد-19» الذي اجتاح العالم. وحذّر من أن القارة الإفريقية «معرضة بشدة لويلات هذا الفيروس وتحتاج إلى الدعم». وإطلاق المبادرة العالمية شارك فيه برسائل تلفزيونية وكلمات رؤساء دول ووزارات من مختلف مناطق العالم، إضافة إلى مديري ورؤساء المنظمات الدولية المعنية بالشؤون الصحية والطبية، وكذلك شخصيات من القطاع الخاص بهدف حشد جهود الجميع لتسريع التوصل إلى الأدوات التي تمكن من القضاء على وباء «كورونا» في كل مكان حول العالم. من جانبه، قال غوتيريش خلال المؤتمر الصحافي عبر الفيديو لإطلاق المبادرة «العالم بحاجة إلى تطوير وإنتاج لقاحات وعلاجات وطرق تشخيص آمنة وفعالة ضد (كوفيد-19)، وتوزيعها بشكل عادل. لا لقاح أو علاج لدولة أو منطقة أو نصف من العالم، بل لقاح وعلاج يكون معتدل السعر وآمناً وفعالاً، يمكن إعطاؤه بسهولة ويكون متوافراً في كل أنحاء العالم، للجميع في كل مكان». وفي وقت سابق، قال متحدث باسم البعثة الأميركية في جنيف لوكالة «رويترز» إن الولايات المتحدة لن تشارك في إطلاق المبادرة. وذكر في ردّ بالبريد الإلكتروني على استفسار من «رويترز»: «لن تكون هناك مشاركة رسمية أميركية». وأضاف «نحن نتطلع إلى معرفة المزيد عن هذه المبادرة لدعم التعاون الدولي لتطوير لقاح للفيروس في أقرب وقت ممكن». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن تعليق تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالمية. وواشنطن أكبر مانح للمنظمة. يأتي ذلك، في وقت أرجأ القادة الأوروبيون إعداد خطة لإنعاش الاقتصاد في مواجهة الركود الناجم عن تفشّي الوباء بسبب عدم التوصل الى توافق. القارة الإفريقية معرضة بشدة لويلات هذا الفيروس وتحتاج إلى الدعم.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :