«كورونا».. الالتزام الصحي يوقف عادات رمضان المجتمعية

  • 4/25/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحل علينا شهر رمضان المبارك، هذا العام في ظروف استثنائية، وإجراءات احترازية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، إذ ستتأثر العديد من مناحي الحياة خلال الشهر الفضيل ويكون التعاطي مختلفاً مع الكثير من العادات الاجتماعية وإقامة الشعائر الدينية، والتي تخضع للإجراءات الوقائية والتعليمات الصحية، وسط التزام مجتمعي بضوابط السلامة التي حددتها الجهات الرسمية وتوجيهاتها. وينتظر الجميع في العالم بفارغ الصبر لقاحاً ضد الفيروس، أو موعداً للتخلص من هذا الكابوس، الذي قد يستمر خلال الشهر الكريم، ليلقي بظلاله على العادات والتقاليد في بلدان العالم الإسلامي في هذا الشهر، بل قد يتطلب الأمر مزيداً من التدابير الوقائية للتصدي للفيروس.شهر رمضان في الإمارات، عادة ما يشتهر بمظاهر مميزة. فليالي رمضان في الإمارات تضج بالحياة من خلال المجالس الشعبية التي يحضرها المواطنون، ويعقدها كبار المسؤولين، وخلال هذه المجالس تطرح مشكلة معينة يسعى الجميع إلى حلها في تقليد متوارث منذ مئات السنين، لكن هذه المظاهر لن نشهدها هذا العام ليس على مستوى الدولة فحسب، بل على مستوى الشعوب الإسلامية ككل، بسبب تداعيات الفيروس القاتل، إلى جانب اختفاء 9 مظاهر إضافية وهي: الصلاة في المساجد، والخيم الرمضانية، وموائد الرحمن، والولائم، وتبادل الأطباق بين الجيران، وتجمعات الإفطار، والسحور في المطاعم، وازدحام الأسواق وامتلاء عربات التسوق، الزيارات العائلية. ابتهاج تقول منى الدرويش: قبل وباء «كورونا» المستجد كانت الإمارات تستعد لاستقبال شهر الصيام وتعد له العدة قبل شهر من قدومه، وكانت الأسواق تزدحم بالزبائن الذين يقبلون على شراء المير الرمضاني، كما أن أغلب الأسر تقبل على تجديد الأدوات المنزلية وشراء الصحون الجديدة ابتهاجاً بشهر الخير وضيوفه. وتضيف: الكثير من العائلات الإماراتية كانت تقوم بتبديل أثاث المنزل ابتهاجاً واستعداداً لاستقبال شهر الصيام الذي تكثر فيه الولائم واستقبال الضيوف على مائدة الإفطار أو حتى للتسامر بعد صلاة التراويح، أما الآن مع قرار إغلاق معظم الأسواق وتعليق الأنشطة التجارية، وتطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي، فأصبح من الصعب ذلك، ومائدة الإفطار ستقتصر على أفراد الأسرة الواحدة. وستتجنب الأسر إقامة الولائم والعزائم، ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة تفشي وباء «كورونا»، حتى يمر هذا الطارئ الصحي على خير.من جانبه، يقول يوسف الحمادي: قبيل قدوم رمضان تبدأ الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل، إذ تمتلئ الأسواق والمحال التجارية بشتى أنواع السلع والمواد الغذائية الخاصة بالاستهلاك اليومي الرمضاني، كما ينشط سوق الماشية والأسماك المتنوعة والمتوافرة في إمارات الخير. تقليد وخلال رمضان المبارك تكاد المنازل والمطاعم لا تخلو من الأكلات الشعبية كالمجبوس والثريد والبرياني واللقيمات؛ إضافة إلى الهريس الذي يعد المفضل على مائدة الإفطار في الإمارات. أما الاختلاف هذا العام فسيكون في اختفاء التقليد المتعارف عليه في ليالي رمضان، وهو زيارة الأهل والأقارب بعد صلاة التراويح، والتي تعد من أبرز ما يشتهر به الإماراتيون في رمضان؛ إضافة إلى التسوق وشراء مستلزمات الأسرة واحتياجات عيد الفطر؛ إذ تتنافس المحال التجارية وتقيم مهرجانات التسوق والحملات التشجيعية الرمضانية. كما أن المقاهي كانت تعج بعد الإفطار بمئات الساهرين، إذ تتفنن في اجتذاب الزبائن من خلال وضع شاشات كبيرة تسمح بمشاهدة برامج الفضائيات المتنوعة.وتقول أمل الحداد: تعتبر «اللمة» أحد أهم الطقوس التي يتميز بها شهر رمضان، والامتناع عن لمة رمضان هذا العام فيه خير للجميع ومكافحة لانتشار الفيروس المستجد وفيه مصلحة للعباد. وتضيف: في الإمارات يكون شهر رمضان مناسبة لتعزيز الأعمال الخيرية عن طريق تنظيم موائد الرحمن للصائمين، ورسم البسمة على شفاه المحتاجين في مختلف أرجاء إمارات الدولة، ولكن «كورونا» أرغم الكثيرين على استقبال الشهر الفضيل بطريقة مختلفة، حيث غير من واقع حياتهم، كما أنه يمكن الاستمرار في فعل الخير بطرق مختلفة، عبر التبرع للجمعيات الخيرية والجهات المعنية التي بدورها توصل هذه المساعدات والوجبات لمستحقيها. تأثير بدوره، يقول أحمد لكشري: تأثير «كورونا» على الطقوس الاجتماعية المرتبطة بشهر رمضان في الإمارات سيكون حاداً، مع التزام المواطنين والمقيمين بالتباعد الاجتماعي، فلن تشهد الأسواق ازدحاماً كعادتها في كل عام خلال شهر البركة، مؤكداً أنه من المرجح أن تقتصر موائد الإفطار على أفراد الأسرة الصغيرة، من دون اختلاط بالأقارب، والأصدقاء والزوار، إن استمرت الإجراءات الوقائية على حدتها خلال الأسابيع المقبلة. كما أن موائد الرحمن الشائعة في كل مدن الإمارات، لإطعام الفقراء والمعوزين، قد تواجه المصير ذاته.إلى ذلك، بدأ البعض يفكرون بطرق لتفادي الإفطار وحيدين، حيث يقترح الطالب فهد الزرعوني، إمكانية الجلوس إلى المائدة الجماعية مع الأقارب والأصدقاء ولكن عن بعد عبر تطبيقات اتصالات الفيديو، على أن تبقى كل عائلة في منزلها، مثل التعليم والعمل والاجتماعات عن بعد. أوقات ويقول الزرعوني: في الأعوام السابقة وقبل ظهور «كورونا» كنا نقضي أوقاتنا في صلاة التراويح والزيارات العائلية ونسهر في الخيم الرمضانية، أما الآن وفي ظل توقف مثل هذه النشاطات، بل وتوقف الحياة بشكل شبه تام في أنحاء العالم، مع إجراءات صارمة في محاولة، للحد من الانتشار السريع لهذا الفيروس القاتل، ومن المتوقع أن يقضي معظم الأهالي والأسر أوقاتهم أمام شاشات التلفاز يتابعون المسلسلات الرمضانية والأعمال الفنية المخصصة للعرض في هذا الشهر الفضيل. أما عبد الله العبدلي فأعرب عن أمله بانفراجة قريبة في ظل العزل المنزلي والحظر المفروض على الملايين حول العالم، خلال الشهر الكريم لممارسة عاداتهم وطقوسهم.ويؤكد أن هناك العديد من المظاهر التي كان يتميز بها شهر رمضان قبل «كورونا» ومن أهمها امتلاء عربة التسوق بالمواد الغذائية لأن الناس اعتادت على إقامة الولائم وحتى تبادل الأطباق، وكلها أمور اختلفت الآن. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :