دمر الطيران الإسرائيلي، صباح أمس الأحد، طائرة استطلاع من دون طيار تابعة له، بعد سقوطها في منطقة جبلية في شرق لبنان، وفق ما أكّد مصدر أمني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية، فيما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الغارة. وقالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن انفجارا وقع في بلدة صغبين في منطقة نائية في محافظة البقاع الغربي اللبنانية نجم عن غارة إسرائيلية استهدفت تدمير طائرة بلا طيار سقطت في المنطقة. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الطيران الإسرائيلي دمر صباح اليوم (أمس) طائرة استطلاع إسرائيلية بعد سقوطها ليلا في جرود بلدة صغبين» في منطقة البقاع، شرق لبنان، من دون أن تتضح أسباب سقوطها. وكانت الوكالة الوطنية للإعلام أفادت بسماع دوي انفجار بين بلدة صغبين وجبل الباروك لم تعرف أسبابه، وترافق ذلك مع تحليق للطيران، مشيرة إلى أن خبراء في الجيش اللبناني تولوا معاينة موقع الحادث. وأشارت معلومات صحافية إلى كتابات روسية ظهرت على حطام الطائرة. من جهته، نفى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي النبأ الذي انتشر في لبنان، بأن طيارة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أقدمت على تدمير طائرة إسرائيلية بلا طيار، كانت قد سقطت ظهر أمس في البقاع اللبناني. وقالت مصادر غير رسمية إنها ترجح أن تكون هذه طائرة صغيرة وقديمة بلا طيار تابعة لحزب الله تم إسقاطها بصاروخ أرض جو من جبهة النصرة أو «داعش». وفي رواية ثالثة قيل إن هذه طائرة لحزب الله، لكن إسرائيل هي التي قصفتها ودمرتها. وأضافت المصادر الإسرائيلية أنه لا يستبعد أن تكون هذه طائرة إسرائيلية بلا طيار سقطت على الأراضي اللبنانية نتيجة لخلل ما، وقام سلاح الجو الإسرائيلي بتدميرها من الجو بهدف «منع عناصر معادية من لبنان أو إيران من كشف أسرارها». وقالت هذه المصادر إنه سبق أن سقطت طائرة إسرائيلية بلا طيار في لبنان، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وكان رد الفعل الإسرائيلي الأول بالنفي. لكنه مع ذلك، فقد رجح أن تكون هذه الطائرة تابعة لحزب الله، وأن يكون سقوطها ناجما عن ضربة من خصومه في سوريا، «داعش» و«النصرة» وأمثالهما. وأحجمت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على النبأ، مما أثار الشكوك بأن الرواية الأولى هي الصحيحة، أي أن الجيش الإسرائيلي دمر طائرة تابعة له. لكن ناطقا آخر بلسان الجيش سارع إلى نفي الخبر. وفي لبنان، أعلن الجيش عن إغلاق الطرق المؤدية إلى موقع الانفجار لكي يحقق في الحادث بهدوء. ومن جهتها، بثت قناة «المنار» التابعة لحزب الله خبرا عن الانفجار في البقاع، لكنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل، وكذلك فعلت قناة «الميادين» التي تبث برامجها من لبنان. وفي بداية العام الحالي فجرت إسرائيل عن بعد جهاز تجسس كان مزروعا قرب طريق رئيسي في جنوب لبنان بعد أن اكتشفه عناصر حزب الله. وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل عنصر في الحزب الذي رد بتفجير قنبلة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل مما أسفر عن إصابة جنديين إسرائيليين. وشنت إسرائيل عدة ضربات جوية في سوريا المجاورة منذ بدء الحرب قبل أربع سنوات، وأسفر معظمها عن تدمير أسلحة قال مسؤولون إسرائيليون إنها كانت موجهة لحزب الله اللبناني. ويسجّل بشكل دائم تحليق للطيران الإسرائيلي فوق المناطق اللبنانية لا سيما في البقاع والجنوب. وخاضت إسرائيل حربا ضد حزب الله استمرت 34 يوما عام 2006 قتل خلالها المئات.
مشاركة :