الأكل العاطفي.. سلوك يولّد لدى صاحبه رغبة عارمة في تناول الطعام، في محاولة لتقليل أو لكبح المشاعر السلبية، يعقبها شعور بالذنب، بعد أن يدرك أن جسمه لا يحتاج لكل هذه الكميات التي قد تضر بصحته الجسمية والعقلية، ويتسم الأكل العاطفي عادة بالشغف بتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية أو ذات الكربوهيدرات العالية، وتوصف أيضاً بالأطعمة المريحة وتضم المثلجات والبسكويت والشوكولاتة ورقائق البطاطا والبيتزا والحلويات والمعكرونة والفطائر. تقول ندى زهير الخبيرة الغذائية، ومديرة إدارة التغذية المجتمعية في إحدى المستشفيات، إن الأكل العاطفي ينتج عن أسباب نفسية وبيولوجية عدة، وهو يصيب النساء أكثر من الرجال، فعلى الصعيد النفسي، قد يركض الأشخاص وراء الطعام ليس لأنهم جائعون، بل بهدف التغلب على المشاعر السلبية التي يعانون منها جراء الشعور بالوحدة والملل والفراغ. أما على الصعيد البيولوجي، فإن الزيادة في هرمون الكورتيزول، التي تحدث جراء الضغوطات النفسية، قد تكون هي الشرارة التي تشعل فتيل الإصابة بالأكل العاطفي، لأنها تثير الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السريعة غير الصحية والمفعمة بالطاقة، وتقدم ندى زهير 5 طرق للتغلب على الأكل العاطفي، هي: واجه نفسك: تعتبر بداية المشوار من أجل التخلص من الأكل العاطفي، وقد تكون هذه المحفزات داخلية المنشأ أو خارجية.. اطرح على نفسك أسئلة مثل: متى تكون أكثر عرضة للتوتر؟، ما هي الظروف التي تجعل من الصعب عليك التحكم في سلوكيات الأكل غير المرغوب فيها؟، ما هي أنواع الأطعمة التي تتوق إليها؟. راجع ما تقوم به: دَع نفسك تشعر بأنها بعيدة عن الطعام، واطرح على نفسك أسئلة مثل: ماهو شعورك الآن؟، متى تشعر بالتوتر؟، ما الذي يقلقك أكثر في حياتك اليوم؟. اتخذ قرارات واعية تجنب المحفزات قدر الإمكان.. اختر عمداً ماذا ستأكل ومتى؟، تحدَّ ذاتك في التعامل مع المشاعر السلبية التي قد تواجهك بعيداً عن الطعام، واطرح على نفسك أسئلة مثل: هل سأشعر بتحسن بعد تناول هذا الطعام غير المرغوب فيه؟. تواصل تجنب التعرض إلى المحفزات، خاصة الاستماع إلى الأخبار غير المريحة والمثيرة للإحباط والقلق والتوتر والإجهاد، واحرص على البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة ومع المجتمع بشكل عام.. واطرح على نفسك أسئلة مثل: من يمكنني الاتصال به اليوم من أجل مساعدتي على البقاء عاطفياً؟، كيف يمكنني مساعدة الآخرين على تجاوز ذلك؟، ما الذي يمكنني أن أفعله لأشعر بمزيد من التواصل المجتمعي؟. ابدأ من جديد إذا كان لديك يوم شاق ولم تعجبك الطريقة التي شعرت بها أو أكلت بها، فلا ضير أن تبدأ مرة أخرى، ويمكنك دوماً تناول الطعام بشكل مختلف وفي لحظات ما يمكن تحديدها.