أعطني وقتاً.. أعطك فكراً

  • 6/22/2015
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

يقول جبران: ليس أمسي سوى ذكرى اليوم وليس الغد سوى حلم اليوم وأنا أقول: أعطني وقتاً أعطك فكراً كلام جميل ما قاله الأستاذ الراحل، وسقى الله تلك الأيام السابقة في ذلك الزمن الجميل زمن جبران وغيره حينما كانت الحياة أطيب والأيام أحلى والنفوس أزكى والذهن أصفى. كان هناك متسع من الوقت للتّفكر والتّذكر في الأمس واليوم والغد، كان هناك وقت للإبداع ومناجاة الخالق ثم الاستماع لحديث الروح، كان الإنسان يعقد صداقة حميمة مع قلبه وعقله ويشاركهما همساً أو إيحاء ساعات من السرور والمتعة والوجدانية يعرفها كل من عاش في تلك الأيام الخوالي، تتذكر الأمس وتعيش اليوم وتحلم بالغد، ورغم محدودية الحال آنذاك إلاّ أنّ الأحلام كانت أكبر من واقع الحال؛ لأنها كانت أحلاما وأماني ورغبات سامية منبعها الصدق ونقاء الروح وسلامة النهج والمنهج. ورغم أن المناخ السائد سابقاً لم يكن ملائكياً بامتياز وغيره شيطانياً بحكم الواقع، فالحقيقة تقول: إنّ كل حقبة من الزمن لها وعليها ولكني أجزم أنّ أيام الماضي أحلى. تنتابني أحياناً موجة من الضجر أشتّم فيها الحضارة والمدنية، وما واكبها من جفاف وجفاء أفسد علينا حياتنا رغم ما بها من خدمات ميّسرة وتقنية مفيدة لبني البشر، لكن بالمقابل دفعنا ثمن الهدوء والطمأنينة حتى اليوم والليلة لم يعودا كافييْن لإنجاز مشاغلنا، ويصل بك الحال أن تتمنى الاقتراض من رصيد الأيام القادمة إن كانت قد كُتبت لك لتعيش فيها تود أن تستدين ساعات أو سويعات منها لإنجاز أعمالك وهيهات لك هذا!! والغريب أن الجميع مشغول ولا وقت لديه لا لذكرى الأمس ولا لحقيقة اليوم ولا لحلم الغد. أتجرأ هنا لمحاكاة أديبنا جبران وأقول: في زمنك يا مُعلمنا كنت تستمتع بطول الوقت لتعايش الأمس واليوم والغد، أمّا نحن الآن فكل الثلاثة نصرفها دفعةً واحدة ولا نوفر لا الأمس ولا اليوم ولا الغد، ركضٌ ولهاثٌ وخطواتٌ سريعة والشكوى من ضيق الوقت تسمعه طول الوقت ولا وقت والله المستعان في كل وقت. استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحية

مشاركة :