أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مساء أمس الأول الخميس، عن أمله بالتوصل إلى اتفاق «سريع» خلال الجولة المقبلة للمفاوضات النووية مع مجموعة الدول الست الكبرى في السابع والثامن من نوفمبر في جنيف، وقال ظريف الذي يزور بريتوريا: إن بلاده ستخوض هذه المفاوضات «بنية حسنة» و»مع الأمل بالتوصل سريعًا إلى اتفاق»، واستانفت إيران ومجموعة الدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا إضافة إلى ألمانيا) الحوار في منتصف أكتوبر في جنيف بعد انقطاع استمر أشهرًا عدة، وتنفي طهران سعيها إلى حيازة سلاح نووي، وقد واصلت تطوير برنامجها النووي في تحد لـ 6 قرارات أصدرها مجلس الأمن الدولي أرفقت 4 منها بعقوبات، لكن تسلم الرئيس المعتدل حسن روحاني الحكم في أغسطس أنعش الآمال بتسوية دبلوماسية للأزمة، فيما اعتبر ظريف الخميس أنه يمكن تجاوز أعوام من التوتر وقال: «بالتأكيد، تجاوز أعوام عدة من إنعدام الثقة المتبادلة يتطلب وقتا»، وأضاف «كل العناصر متوافرة، اعتقد أن معالجة هذه القضية ينبغي إلا تكون صعبة لأن إيران لا تريد أسلحة نووية»، وتابع الوزير الإيراني «نعتقد أن الاعتقاد نفسه أن إيران تريد أسلحة نووية يضر بأمننا، وسنبذل ما في وسعنا بهدف تبديد هذا الاعتقاد»، وشدد على وجوب أن تحترم القوى الكبرى حق إيران في تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية في إطار برنامجها للطاقة. من جهته، انتقد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، تصريحات المسؤولين المتشددين وخاصة في أجهزة القضاء والعدل حيال حكومة الرئيس روحاني، وقال الرئيس الاصلاحي خاتمي أثناء لقائه جمع كبير من رؤوساء المجالس الجامعية بطهران أمس الجمعة: إن هناك بعض الأحزاب المتشددة تسعى إلى عزل الرئيس روحاني عن أنصاره الإصلاحيين. وأضاف خاتمي «هؤلاء المتشددون يسعون إلى عزل الرئيس عن أنصاره وطرح تصورات خاطئة للناس بأن حكومة روحاني غير منتجة ولا فائدة من استمرارها في السلطة»، وأوضح الرئيس الإصلاحي للطلبة بأن الانتقادات عن المشاكل الاقتصادية وغيرها لا ينبغي توجيهها إلى حكومة روحاني، لأنها لا تملك عصا سحرية ومعجزة سماوية، والحقيقة أن هناك مؤسسات أخرى لها علاقة بهذا الأمر، وحكومة روحاني حكومة التدبير والأمل، هي حكومة التوسعة والتطور وتتطلع إلى تحقيق شعاراتها في التنمية وتسوية المشاكل»، وقال خاتمي: «للأسف هناك شخصيات في الداخل معارضة، يسعون إلى تحميل الحكومة مشاكل السنوات السابقة، وما يدعو للعجب هو أن حكومة روحاني لا يستغرق عمرها في السلطة أكثر من 90 يومًا فكيف نريد منها أن تسوي المشاكل الثقيلة والمتعددة؟». وانتقد خاتمي سلوكيات المتشددين حيال معارضتهم لمشروع الرئيس روحاني في الانفتاح والعلاقة مع أمريكا والغرب، وقال: «الحكومة عندما تحركت في موضوع العلاقات مع الغرب وأمريكا لم تتجاوز الخطوط الحمراء، ولم تضع أبدا قيم الثورة تحت أقدامها، وهذا الأمر يرتبط بمساعي الحكومة لتسوية الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأما مايقوم به بعض المتشددين يتعارض مع مصالح البلد»، وتطرق الرئيس الإصلاحي السابق، إلى أوضاع الجامعات في البلد وانتقد سلوكيات المتشددين في الجامعة وقال: «هؤلاء يسعون إلى تبديل أجواء الجامعة لأجواء المعسكر»، وأضاف البعض يسعى إلى تحميل الحكومة مسؤولية المشاكل في الجامعات، وهذا غير صحيح، لأن الانتقاد يجب أن يوجه إلى المنظمات التي تدير الطلبة وخاصة النقابات الإسلامية في الجامعات، وأشار خاتمي إلى موضوع السجناء الإصلاحيين وقادتهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وقال: كان لدي يقين بأن إطلاق سراح زعماء المعارضة موسوي وكروبي سيحصل في الأسبوع الماضي، لكن للأسف الشديد لم يحصل ذلك، ووجه الرئيس خاتمي خطابه للرئيس روحاني قائلا: لا ينبغي للرئيس روحاني نسيان ما وعد الجمهور الإصلاحي، لقد ضرب وعدًا للإصلاحيين بأنه سيسعي إلى حل قضية السجناء الإصلاحيين وقادتهم وإطلاق سراحهم. وتأتي تصريحات الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي في الرد علي تصريحات رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، الذي اتهم الإصلاحيين بافتعال الأكاذيب عبر وسائل الإعلام، خاصة ما يتعلق بموضوع اعتداء الأجهزة الأمنية على بنات زعيم المعارضة مير حسين موسوي، وقال: «إانني أوجه التحذيرات للإصلاحيين وقادتهم بأن بساطهم سيتم جمعه من الشارع، ولا يمكن السكوت على تصرفات الاصلاحيين».
مشاركة :