هدى درويش: كورونا هزم غرور البشر وفوضى التأويلات والتنبؤات

  • 4/25/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

"أكدت الدكتورة هدى درويش أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق، أن وباء كورونا الذي أدى إلى تعطل الحياة على وجه الأرض، هزم الغرور البشري ووضع العالم أمام حقيقة لم تعد قابلة للشك، وهي أنه ما ارتفع سقف العلم الإنساني فإن هناك ما يمكن أن يصيبه بالعجز.وأشارت إلى أنه بمرور الأيام تبدو فيه روشتة التعامل مع هذا الوباء أكثر وضوحا، قائلة: "يمكن تلخيص هذه الروشتة في الحرص على السلوكيات الفطرية السليمة، المرتبطة بالنظافة وعدم الاختلاط دون داعٍ، بالإضافة إلى الحرص على الآخرين كحرصنا على أنفسنا".وقالت درويش: "تظهر الأوبئة والأمراض بين الحين والآخر على الأرض بشكل فجائي، لتكون إنذارا لبني البشر، حتى يعودوا إلى رشدهم ويدركوا حجمهم الحقيقي، وهو ما يدفع الإنسان إلى استفار قواه الروحية، بالعودة إلى معبوده راجيا أن ينقذه من أهوال تلك الأمراض الفتاكة".وأضافت: "وقفت الإنسانية بتطورها العلمي والتكنولوجي عاجزة عن مواجهة هذا المخلوق الدقيق غير المرئي، أو التعرف عليه، وعلى أسباب ظهوره، وكيفية مقاومته، أو الشفاء منه، أو القضاء عليه، ولا أحد يعرف على وجه الدقة من أين جاء، ولا متى بدأ، أو متى ينتهي، وأصبح الحديث عن عالم ما بعد كورونا مفعمًا بالخوف من والتغييرات الهائلة".وتابعت: "في ظل هذه الأجواء المختلطة، نشط رجال الدين على مستوى الأديان كلها للتأثير والهيمنة، ومحاولة تطبيب القلوب، من حاخامات وأحبار يهود، ورهبان وقساوسة مسيحيين، وفقهاء ودعاة مسلمين، بل وكهنة هندوس أيضا، حيث اختلف كل منهم في تفسيره لهذا الوباء وسبب ظهوره، وغالبيتهم يؤكدون أنه عقاب إلهي للبشر"، وهو ما أدى إلى ظهور نوع من فوضى الوهم بالدين".وأشارت إلى أن هذا الوباء أدى إلى ظهور نوع من فوضى الوهم بالدين، فالهندوس يرونه تجسد لإلههم فيشنو، الذي ظهر لمعاقبة كل من يأكل اللحم، ونصحوا بشرب بول البقر للوقاية والعلاج منه، أما اليهود فعبر عنه الحاخام الصهيوني المتطرف "يهودا جليك"، مؤكدا أن هذا الفيروس نزل عقابا من الله لحكومة الصين، بسبب اضطهادها للمؤمنين بالكتاب المقدس، أما القس الأمريكي ريك وايلز، فقال إن هذا الفيروس هو "ملك الموت" الذي جاء ليطهر العالم من الخطيئة، ويعلن قرب نهاية الدنيا.واستطردت أستاذ مقارنة الأديان قائلة: "كذلك نجد عددا من الفقهاء والدعاة الاسلاميين، يصرحون بأن هذا الفيروس جاء ليعلن الغضب الإلهي إزاء الاضطهادات التي تمارسَ ضد الأقليات المسلمة في الصين، بينما في إيران نجد أحد رجال الدين يعلن أن ظهور الفيروس هو مقدمة لظهور المهدي المنتظر". وأضافت: "إن مهمة رجال الدين وعلمائه في كل ديانة أو عقيدة أو شريعة، ينبغي أن تنحى المنحى الصحيح في هذا الوقت العصيب، وأن يلتزم العالم بأداءٍ جديد، يعتمد على حسن إدارة هذه الأزمة الكارثية العالمية، التي لم يعهد مثلَها العالم من قبل، من حيث سرعة انتشارها، وتنقلها في مختلف البلدان، وحصدها لآلاف من البشر.وأتمت بالقول: "روشتة العلاج موجودة داخل كل مؤمن، وكل فرد واع بدينه، وهي بالتأكيد موجودة في كل كتاب سماوي، وموجودة في كل قلب وعقل إنساني، ذلك أن الإنسان الذي كرمه الله وجعله خليفته في الأرض، وأحسن اليه وأحبه وصنعه على عينه عليه أن يعود للفطرة السليمة في سلوكه حتى ينصلح حاله".

مشاركة :