فيروس كورونا: منظمة الصحة العالمية تحذر من التعجل بإصدار جوازات مناعية

  • 4/25/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا دليل حتى الآن على أنّ المتعافين من كوفيد-19، الذين طوّروا أجساما مضادة، محميّون بالكامل من الإصابة بالعدوى مرّة أخرى". الجوازات "مخاطرة كبيرة" تحليل بقلم رايتشل شراير - محررة شؤون الصحة في بي بي سي توجيهات منظّمة الصحة العالمية قد تتغيّر بسرعة، في وقت يحاول العلماء حول العالم جمع المزيد من الأدلّة حول سبل مواجهة الفيروس. إصدار جوازات سفر مناعية، تتيح للمتعافين حاملي الأجسام المضادة التنقّل بحرية، خطوة تحمل مخاطرة كبيرة في هذا التوقيت. الكثير من الدول، ومنها ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، بدأت باختبار الأجسام المضادة على السكان. في بريطانيا، من المتوقّع اجراء اختبارات على 25 ألف شخص في الشهر حتى العام القادم، سواء للتأكد من إصابتهم بالفيروس، أو لاختبار أثر الأجسام المضادة عليهم. سيتيح ذلك المزيد من المعلومات حول مناعة المتعافين من المرض، والوقت الذي يمكن أن يظلّوا فيه بمأمن من الإصابة بالعدوى مرة أخرى، والخيارات المتاحة في المستقبل. وبيّنت معظم الدراسات التي أجريت حتى الآن أنّ المتعافين من المرض طوّروا أجساما مضادة، لكنّ نسبها لدى البعض قليلة جداً. وهذا يؤشر إلى أنّ عناصر أخرى في الجهاز المناعي، مثل الخلايا البيضاء التائية المسؤولة عن القضاء على الخلايا المصابة، تلعب دوراً "حاسماً" في عمليّة الشفاء. وحتى أمس الجمعة، لم تتوصّل أي دراسة إلى دليل حاسم على أنّ وجود أجسام مضادة للفيروس يؤدّي إلى حماية البشر من الإصابة بالعدوى مرّة أخرى، بحسب المنظّمة. وأضافت "في هذه المرحلة من الجائحة، لا دليل قاطع على أنّ الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم تكفل لحامليها دقّة (جواز السفر المناعيّ) أو (شهادة الخلوّ من الخطر)". ولفتت إلى أنّ التحاليل المخبريّة للكشف عن الأجسام المضادة تحتاج المزيد من الوقت للبتّ بشأن دقّتها، كما تحتاج للتمييز بين الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ الذي تسبّب بالجائحة الحالية، وبين ستّة أنواع أخرى من الفيروسات التاجية التي تصيب البشر. ما هي الدول التي تدرس إصدار "جوازات مناعيّة"؟ في الأسبوع الماضي، قالت السلطات في تشيلي إنها تدرس إصدار "جوازات صحيّة" للمتعافين من المرض. وبمجرد ثبوت احتواء أجسامهم على تلك الأجسام المضادة، بما يجعلهم محصنين ضد الفيروس، سينضموا مرة أخرى إلى قوة العمل في البلد، بحسب مسؤولين. وفي السويد، التي لم تعتمد حالة من الإغلاق العام، يعتقد علماء أنّ السكان سيطوّرون مناعة أقوى ضدّ المرض من سكان البلدان التي فرضت إجراءات أكثر صرامة.مصدر الصورةAFPImage caption تجنبت السويد فرض قيود صارمة على حركة المواطنين غير أن أندرس والستن، من وكالة الصحة العامة السويدية، قال لبي بي سي إن المعلومات المتاحة عن المناعة ضد كوفيد-19 مازالت قليلة جداً. ويضيف "سنعرف أكثر مع خضوع المزيد من الناس لاختبارات الكشف عن الأجسام المضادة، وإذا جرى التبليغ عن حالات إصابة أشخاص بعد تعافيهم". وشهدت بلجيكا واحداً من أعلى معدلات الوفيات نسبةً إلى عدد السكان، لكنها تخطّط لتخفيف القيود على الحركة بدءاً من 11 مايو/ أيار المقبل. لكن مستشارا حكوميا قال لبي بي سي إنّه يعارض بشدّة فكرة منح "جوازات مناعيّة". وقال عالم الفيروسات مارك فان رانست عضو لجنة تقييم المخاطر التابعة للحكومة البلجيكية "أدين فكرة أن نمنح الناس جوازات سفر، خضراء أو حمراء، استناداً إلى تركيبة المصل في دمهم". وأضاف "ذلك سيؤدّي إلى عمليات تزوير، وربما يحاول بعض الناس الإصابة بالفيروس عمداً. هذه ليست فكرة جيدة. إنّها فكرة سيئة إلى أقصى الحدود". وفي الأسبوع المنصرم، قالت الأستاذة الجامعية مالا مايني، من جامعة "كوليدج لندن"، إنّ هناك حاجة ملحّة لاختبارات موثوقة للكشف عن الأجسام المضادة، لتحديد المدّة الزمنيّة التي تبقى فيها هذه الأجسام داخل الجسد، وإن كانت توفر حماية من العدوى مرّة أخرى. وأضافت "لسنا متأكدين من أنّ الأجسام المضادة تعني توفّر الوقاية المناعية الكافية ضدّ فيروس SARS-CoV-2، لكنّ البيانات الأولية ترجّح احتمال كونها بديلاً معقولاً، لذلك يعتمد عليها في الخطط الرامية لتخفيف قيود الإغلاق".

مشاركة :