محفوظ: وحدة الصوم تعزز اللحمة الوطنية

  • 6/22/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يستشعر المسلمون الوحدة العملية في رمضان، إلا أنها وحدة نظرية يأمل الجميع تحويلها إلى تطبيق عملي، ويرى المفكر السعودي محمد المحفوظ أن الصيام يفضي إلى صفاء روحي ونفسي وإحساس بالرقة والخشوع أمام الله سبحانه وتعالى ناتج عن قلة مباشرتنا للأمور المادية التي اعتدنا عليها أيام ما قبل الصيام، ما يكسبنا مزيدا من القدرة على الصبر وتحمل الصعاب وتدريب الصائم تربويا على الإرادة، لافتا إلى أنه لو تعمقنا قليلا في الآثار الأخلاقية والسلوكية للصوم لوجدنا هذا الثالوث القيمي (الصفاء الروحي والنفسي، القدرة على الصبر وتحمل الصعاب، التربية على الإرادة)، وهذه القيم الثلاث تشترك في قيمة عميقة تتمثل في الوحدة وإزالة أسباب الجفاء. وأضاف: لعل الخطوة العملية الأساسية التي يمكن أن يقوم بها الصائمون من أجل تعزيز العلاقة الإيجابية بين المسلمين وتجاوز كل الإحن والأحقاد التي تمنع وحدة المسلمين مع بعضهم البعض هي استشعار قيمة شهر رمضان، وهو شهر التواصل بكل مستوياته وعلى الجميع توظيف بركة هذا الشهر في القيام بمبادرات تواصلية وحوارية بين المسلمين بمختلف مدارسهم الفقهية لزيادة وتيرة التعارف بينهم وقطع الطريق على كل الجهات التي لها مصلحة في فرقة المسلمين وزيادة حالة الخصام بينهم. وأبان أنه على مستوى الجوهر ليس هناك تضاد بين الوحدة والتنوع، بل إننا نعتقد أن أية محاولة لمخاصمة حقائق التنوع أو محاربتها هي التي تخرب مشروع الوحدة بين المجتمعات، فطريق الوحدة الحقيقي هو احترام حالة وحقائق التنوع في أي مجتمع إنساني كون النزعات الاستئصالية التي تستهدف إفناء أو محاربة حقائق التنوع تضر بالوحدة، وهي التي تباعد إمكانية الوحدة بين المجتمعات والمكونات، مشيرا إلى أن ما يمنع انعكاس حالة الصوم والإفطار على تقارب المسلمين هو طبيعة الإرادة المجتمعية السائدة بين المسلمين، ولو عملنا من مختلف مواقعنا لتعزيز وحدتنا الوطنية فإننا سنتمكن من تقديم نموذج متقدم لوحدة المسلمين، فإصلاح البعض مقدمة لإصلاح الكل، والمطلوب اليوم ليس السباحة في توهمات ايدلوجية طوباوية، داعيا إلى العمل على بناء الأرضية الوطنية التي تحمي وحدتنا الوطنية وتعززها بوسائل التعزيز المتاحة، لأن الله يبغض أولئك الناس الذين يعيشون حالة الفصام بين القول والفعل، مؤكدا على أهمية تجاوز ثنائية الخطاب بين الخاصة والعامة بحيث يكون خطاب الجميع موحدا بدون تفاوت بين الخاص والعام، فمضمون خطابنا للخاصة هو ذاته مضمون خطابنا للعامة وضبط حالة الادعاءات لأنها هي المسؤولة إلى حد بعيد عن حالة الفصام بين القول والفعل، مضيفا أنه مهما كانت صعوبات الواقع والحياة ينبغي لنا أن لا نقع في حالة الادعاء والتكاذب التي تفضي إلى حالة الفصام بين النظري والتطبيقي، فرمضان تمكن المسلمون فيه في معركة بدر من الانتصار على خصومهم، وأهم عوامل انتصار المسلمين في بدر وحدة المسلمين بمختلف مشاربهم وميولاتهم.

مشاركة :