السديس في شرح آيات الصيام 2

  • 6/22/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واصل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بشرح الآيات المتعلقة بالصيام من سورة البقرة الآية 184، في قوله تعالى (أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) في قوله تعالى : (أياما معدودات) أي: أنه فرض عليهم الصيام، ثم قال: (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) رخص الله لهما في الإفطار ولا بد من أن يقضياها في أيام أخر سواء بزوال المرض أو انقضاء السفر، (فعدة من أيام) عليه أن يقضيها ويجوز أن يقضيها في فصول البرد لقصر النهار عكس فصل الصيف، وقوله (وعلى الذين يطيقونه) أي: لا يستطيعون الصيام (فدية) عن كل يوم يفطرونه (طعام مسكين) إطعام عن كل يوم مسكينا، وقد خيرهم الله بأسهل الطرق إما أن يصوم أو يطعم، ولهذا قال: (وأن تصوموا خير لكم) بعد ذلك جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق بأن يفطر ويقضيه في أيام أخر، وقال (وعلى الذين يطيقونه) أي: يشق عليهم كالشيخ الكبير فعليه فدية عن كل يوم مسكين. ويتابع معاليه بالآية 185 في قوله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) مبينا الله تعالى أيام الصيام بقوله: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) أي: أنه قد فرض عليكم الصوم بشهر رمضان بما فيه من فضل عظيم بنزول القرآن الكريم المشتمل على الهداية للمصالح الدينية والدنيوية وهذا فضل وإحسان من الله عز وجل بأن يكون موسما للعبادة مفروضا فيه الصيام، وذكر الله تعالى في تخصيصه قال: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) فإن هذه فيها تعيين الصيام على القادر وجواز الإفطار لمن صادف دخول الشهر وهو على سفر أو على مرض، وقال: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) أن ييسر عليكم الله تعالى الطرق الموصلة أعظم تيسير وسهولة، ولهذا كل ما أمر الله به عباده، (ولتكملوا العدة) أي: الشهر كاملا. ثم ينتقل معاليه إلى الآية 186 (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) داعيا بالإجابة والمعونة والتوفيق، وتابع معاليه بقوله تعالى (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون). إن هذه من فضل الله على عباده يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة ويزول عنهم البغي للإيمان. بعد ذلك أتاح معاليه الفرصة لمن لديه سؤال من الطلاب أو الحضور وقد أجاب معاليه بالإيضاح والتفصيل على أسئلة السائلين ثم ختم الدرس قائلا: هذا وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مشاركة :