طرابلس-وكالات: قالت حكومة الوفاق الليبية، إن عملية عاصفة السلام التي انطلقت قبل شهر، حققت عددا من الإنجازات الاستراتيجية، وساهمت في «تخليص» مناطق واسعة من «سطوة» اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الغرب الليبي. وقال المتحدث باسم قوات «بركان الغضب» الحكومية، مصطفى المجعي، إن عملية «عاصفة السلام» التي انطلقت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، هي مرحلة من مراحل «عملية بركان الغضب» (انطلقت لصد الهجوم على طرابلس)، وكان يجب أن تنطلق «بعد أن عربدت قوات حفتر بدعم من دول العدوان، مستغلة الهدنة المعلنة، لإرسال أطنان من الذخائر والعتاد العسكري النوعي، ولم تلتفت إلى دعوات وقف إطلاق النار». قال المجعي: «انطلقت عاصفة السلام في مثل هذا اليوم قبل شهر، باقتحام قاعدة الوطية الجوية التي تبعد حوالي 150 كم جنوب غرب طرابلس، والتي كانت شريان الحياة لميليشيات حفتر والمرتزقة، ومثلت مصدر إمداد مهم لهم، حيث قامت قواتنا بتمشيط القاعدة ودمرت دفاعاتها الجوية، ومخازن الذخيرة والوقود بها، وقبضت على عدد من كوادرها الليبيين والأجانب». وعن المرحلة الثانية قال: «اتبعت قواتنا استراتيجية قطع الإمدادات البرية واستهداف الأرتال القادمة، وخنقت بذلك الميليشيات المتمركزة في جنوب العاصمة طرابلس وفي ترهونة». وفي السياق ذاته تابع: «استهدفت قواتنا غرفة عملياتهم الرئيسية ودمرتها وقتلت ضباطها بمن فيهم آمر المنطقة ومساعده (سالم درياق، ومساعده القذافي الصداعي)، وأسقطت طائرة عمودية، ثم باشرت في مطاردة المرتزقة والمسلحين الآخرين، وغنمت آلياتهم وألقت القبض على العشرات منهم، فيما اختبأ عدد منهم في المنازل المجاورة حتى قبض عليهم في عمليات التمشيط، وكانت هزيمة مذلة أخرى لهم». وقال إن: «عاصفة السلام» لم تتوقف عند هذه الخطوة، وان قواتنا بادرت إلى تنفيذ هجوم من سبعة محاور لإنقاذ مدينة ترهونة المختطفة من قبل عصابة الكانيات وعصابات فاغنر الموالية لحفتر، وتمكنت في يوم واحد من السيطرة على أكثر من 60% من المدينة التي تبعد جنوب العاصمة مسافة 70 كليو متراً تقريبا. وأعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، أن سلاح الجو التابع لها نفذ ثلاث ضربات جوية استهدفت صهريج وقود وإمدادات لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بمحيط مدينة بني وليد جنوبي طرابلس. جاء ذلك في تصريح للناطق باسم قوات الوفاق محمد قنونو نشره المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، التابع لحكومة الوفاق على موقعه الإلكتروني. وفي وقت سابق، أعلنت قوات الحكومة الليبية أن سلاح الجو التابع لها نفذ أربع ضربات استهدفت قوات حفتر بقاعدة الوطية الجوية. وقال الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب مصطفى المجعي إن سلاح الجو نفذ أربع ضربات استهدفت تمركزات وآليات لقوات حفتر داخل قاعدة الوطية وفي محيطها على بعد 160 كلم جنوب غربي العاصمة طرابلس. إلى ذلك وجّه وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، دعوة مشتركة، أمس السبت، إلى هدنة إنسانية في ليبيا، وقالوا إنه ينبغي على كل الأطراف استئناف محادثات السلام. وجاء في البيان: «نود ضم أصواتنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو) غوتيريش، والقائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا ستيفاني توركو وليامز في دعوتهما إلى هدنة إنسانية في ليبيا». وأضاف البيان: «ندعو جميع الأطراف الليبية إلى استلهام روح شهر رمضان المبارك واستئناف المحادثات في سبيل وقف حقيقي لإطلاق النار». وحمل البيان توقيع جوزيب بوريل، ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، ووزراء خارجية فرنسا جان إيف لو دريان وإيطاليا لويجي دي مايو وألمانيا هايكو ماس. وكانت الأمم المتحدة وعدة دول غربية وعربية قد دعت طرفي النزاع في ليبيا إلى وقف فوري للأعمال القتالية لمواجهة خطر تفشي الوباء في البلاد، لكن أياً من هذه الدعوات لم تلق استجابة مع استمرار التصعيد العسكري.
مشاركة :