حذر الدكتور وائل عواد استشاري النساء والولادة وجراحات التجميل النسائية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بجدة النساء الحوامل من إهمال النصائح الطبية الموجهة من الأطباء والطبيبات حتى لا يتعرضن لأي مضاعفات، مبينا أن معظم الحوامل يمكنهن الصيام على أن تسارع في الإفطار وتؤخر السحور، (إلا في حالة الإصابة بأمراض معينة كالسكر وأمراض القلب والكلى وغيرها)، وذلك لأن الحمل في حد ذاته ليس مرضا، وأثبتت معظم الدراسات عدم وجود آثار سلبية لصيام الأم على صحتها ووزن الجنين ونموه إذا كان الحمل طبيعيا. وأشار إلى أن الصيام قد يكون صعبا في بعض مراحل الحمل كالشهور الثلاثة الأولى والشهر أو الشهرين الأخيرين، ففي أول ثلاثة أشهر تشعر الكثير من الحوامل بانخفاض في مستوى الطاقة والتعب والحاجة للنوم أثناء النهار، ويكثر في نفس الوقت الشعور بالغثيان والقيء، كما تلعب الزيادة فى مستوى الهرمونات والتغيرات الأخرى التي تحدث بصورة طبيعية لجسم الحامل استعدادا لاستقبال الجنين دورا أساسيا في ذلك، وقد تكون هذه العوامل مسؤولة له أيضا عن انخفاض الضغط ومستوى السكر في الدم، مما يسهم في شعور الحامل بالنعاس والإجهاد المستمر. ولفت إلى أن هناك عوامل أخرى قد تزيد من صعوبة الحمل في هذه المرحلة كعدم الشعور بالراحة أثناء النوم أو الاحتياج المتكرر لدخول دورة المياه، وتزيد المشكلة في الكثير من الأحيان في الحمل الأول لإحساس المرأة بالقلق أو الاكتئاب، لأنها لا تعرف ما سيحدث لها خلال الحمل وأثناء وبعد الولادة ولا تعرف كيف تتأقلم مع حملها، ويستنزف ذلك الكثير من طاقتها، وتتحسن معظم هذه الأعراض ما بين الشهر الرابع والسابع ويكون الصيام أسهل على الكثيرات، أما في الشهرين الثامن والتاسع فيزيد وزن الجنين وتكبر البطن، وقد يزيد كذلك الشعور بالحموضة والإجهاد وآلام الظهر نتيجة لزيادة الوزن وقلة النوم. وبين أن الحامل بصفة عامة لا تحتاج لغذاء خاص، ولكن عليها أن تتناول طعاما متنوعا ومتوازنا وصحيا يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية، وهي لا تحتاج أكثر من 300 سعرة حرارية (كالوري) زيادة على حاجتها الطبيعية قبل الحمل لتلبي احتياجات جنينها، وهو ما يساوي تفاحة وكوبا من الحليب خالي الدسم فقط، ومن المهم أن تسارع الحامل في الإفطار وتؤخر السحور، ويفضل أن يكون الإفطار على حبات من التمر؛ لأنه يحتوي على سكريات سريعة الامتصاص تزيل الإحساس بالصداع والدوخة، كما يجب عليها الامتناع عن الأطعمة الدهنية والمقلية؛ لأن الدهون قد تتسبب في الشعور بالغثيان، ومن المهم أيضا أن لا تتناول طعام الإفطار مرة واحدة، حتى لا تتعرض لانخفاض في ضغط الدم، ويمكنها أن تبدأ بتناول الشوربة والسلطة، وبعد الصلاة تكمل إفطارها بتناول البروتينات كاللحم أو الدجاج التي تشعرها بالشبع. وخلص إلى القول «يجب على الحامل أن تزيد من تناول السوائل في الفترة بين الإفطار والسحور، حتى لا تتعرض للإمساك وهو من مشاكل الحمل المعروفة، ويفضل طبعا شرب الماء عن المشروبات عالية السعرات كالعصيرات والمشروبات الغازية، يمكن للحامل أن تتناول وجبات خفيفة بين الإفطار والسحور، مثل الفاكهة والخضراوات الطازجة والمكسرات، ولكن يجب عليها أن تقلل من السكريات لأنها تتسبب في الإحساس بالجوع والعطش وتزيد الوزن».
مشاركة :