أنطونيو جرامشي.. الرسائل

  • 4/26/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عُرف الفيلسوف الإيطالي أنطونيو جرامشي، برسائله التي أرسلها إلى أمه وزوجته من داخل السجن عندما اعتقل في عهد موسوليني، حيث أمضى العشر سنوات الأخيرة من عمره في السجن.ولد في بلدة آليس بجزيرة ساردينيا الإيطالية عام 1891، وهو الأخ الرابع لسبعة أخوات، تلقّى دروسه في كلية الآداب بتورينو، حيث عمل ناقدًا مسرحيًا عام 1916. انضم إلى الحزب الشيوعي الإيطالي منذ تأسيسه.اعتقل لأول مرة بسبب تأييده للجمهوريتين الهنغارية والروسيّة، لكنه بدأ في خريف العام ذاته تنشيط حركة "مجالس العمال" في تورينو، وفي عام 1921 أسّس مع مجموعة أخرى الحزب الشيوعي الإيطالي وانتخب نائبًا عام 1924 وترأس اللجنة التنفيذية للحزب.كانت الرسائل التي بعث بها جرامشي إلى زوجته تانيا، مليئة بالعمق، والعاطفة، ومدى اشتياقه للحكي عن مراحله المبكرة وعن علاقاته بالأشياء، ونظرته للكون، فشكل له السجن لحظة تأمل بديعة، وكانت أمه وزوجته مصدرا باعثا على الحكي والتداعي.ففي إحدى الرسائل يتحدث عن أنه لما كان في الثامنة من عمره كتب موضوعا يجيب فيه عن سؤال "ما أنتم فاعلون في حياتكم؟" وقد عبر عن ميله إلى أن يكون سائقا لعربة التحميل، وعن أسباب اختياره بين أن ذلك الشخص يجمع في صفاته الإفادة والإمتاع، فهو يستعمل السوط ويقود الجياد، ويباشر عملا يعطيه خبزه ويمنعه التسول. وفي رسالة أخرى يتحدث عن إعجابه بالطيور، مشيرا إلى أنه حرص على أن يكون عصفور الدوري رفيقه في الزنزانة. وهذا العصفور ينفر من أن تلمسه يد إنسان. وكلما حاول هو أن يفعل ذلك، اشتد غضب العصفور، ونشر جناحيه، ونقر يده بـ"شكيمة كبيرة".وفي رسالة ضمها في كتابه "شجرة القنفذ" تحدث عن لهو البعض واحتفالهم برأس السنة بأن أطلقوا عليه وصديقه مجموعة من الطلقات النارية حتى اضطر أن يستلقي في الطين ويخفض رأسه كي لا يصاب بزخات الطلقات النارية.

مشاركة :