كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأحد،أن التوترات بين أوساط الجمهوريين داخل الولايات المتحدة تتصاعد بشأن سبل مكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وكيفية إنقاذ الاقتصاد الأمريكي في الوقت ذاته.واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الشأن (نشرته على موقعها الإلكتروني) بالقول إن التداعيات الاقتصادية التي نتجت عن تفشي الفيروس زادت من التصدعات داخل الحزب الجمهوري في الوقت الذي تدعو فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب وبعض أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري إلى إنفاق أكثر عدوانية لمكافحة الفيروس، بينما يقول كبار قادة الحزب إن الوقت حان لبدء التراجع عن ذلك والتركيز على جهود إنقاذ الاقتصاد.وقالت الصحيفة: "إن الرئيس ترامب يروج لأفكار باهظة الثمن مثل الاستثمار في البنية التحتية وتخفيض ضريبة الرواتب، حيث قلل كبير مسئوليه الاقتصاديين من تداعيات مكافحة الفيروس على الدين الوطني، ولكن في الوقت نفسه يحذر كبار الجمهوريين في مجلس الشيوخ بشكل متزايد من التأثير السلبي الذي قد تحدثه هذه الانفاقات على مسئوليات الدولة، حتى عندما يضغط بعض أعضاء الحزب البارزين للحصول على مقترحات باهظة الثمن لإنقاذ اقتصاد لا يزال في حالة سقوط حر!".ونقلت الصحيفة عن السيناتور جون ثون، كبير الجمهوريين في مجلس الشيوخ، قوله: "عندما نبدأ في التفكير في المستقبل، آمل أن يكون من الأفضل ضبط ما قمنا به بالفعل بدلًا من القيام بمبادرات جديدة كبيرة وعدوانية يتم دفعها عن طريق المزيد من الديون الإضافية"، وحذر من أنه في مرحلة ما، "ستنفد طاقتنا على المستوى الفيدرالي".وعلى نحو سريع، وافق الكونجرس على ما يقرب من 3 تريليونات دولار من الإنفاق الفيدرالي الجديد لتعزيز الصحة العامة ومعالجة الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الفيروس منذ أن أصبحت أخطاره في بؤرة التركيز في وقت سابق من هذا العام، لكن تحليلًا جديدًا من مكتب الميزانية بالكونجرس هذا الأسبوع صور توقعات اقتصادية مؤلمة مع ارتفاع معدلات البطالة وزيادة العجز الفيدرالي - مما أثار نقاشا شرسا في الكونجرس حول ما يجب أن يأتي في الشريحة التالية من التشريعات المتعلقة بالفيروس.وتابعت "واشنطن بوست": "مع ذلك، لن تكون المعركة القادمة بشأن الإنفاق حزبية فقط، وهي من قبل أثارت جدلًا بين الجمهوريين حول مدى أهمية هذه الانفاقات وما إذا كانت المخاوف بشأن الديون في غير محلها في وقت تتفاقم فيه الأزمة الاقتصادية، وتستمر الحكومة في القدرة على الاقتراض بفوائد متدنية للغاية".وأضافت: "أنه بعد سنوات من السخرية من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بشأن الإنفاق وعرقلة الجهود لضخ المزيد من الأموال في الاقتصاد بعد الأزمة المالية لعام 2008، يجد قادة الحزب الجمهوري أنفسهم وهم يواجهون صعوبة في تحقيق التوازن بين ضرورة دعم الاقتصاد المتعثر قبل انتخابات الخريف مع المخاوف بأن الإنفاق الزائد يمكن أن يضرهم من خلال قاعدة الناخبين".وقال مايكل ستيل، الذي عمل كمساعد لرئيس مجلس النواب آنذاك جون بوينر: "إن المخاوف بشأن العجز والديون الفيدرالية قد طغت عليها حجم الأزمة في الوقت الحالي، ولكن عندما ينتعش اقتصادنا، فإنهم سيعودون لمواجهة مشكلة خطيرة للناخبين.. فكما رأينا بعد 2008 و2009، تسببت المفارقات في الإنفاق الفيدرالي في إحداث رد فعل سلبي".في الوقت ذاته، وافق الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ، يوم الخميس الماضي، من خلال اجتماع عقدوه عبر الفيديو، على تأجيل أي إنفاق جديد للفيروس حتى يعود المشرعون إلى واشنطن في 4 مايو، وفقًا لأشخاص أطلعوا على تفاصيل الاجتماع لكنهم تحدثوا بشرط عدم ذكر أسمائهم، ومن غير الواضح ما إذا كان الكونجرس سيستأنف في ذلك التاريخ أم لا- حيث قال مسؤولو العاصمة إن عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي من المتوقع أن يصل إلى ذروته في وقت ما في مايو، وأن المدينة ستظل مغلقة حتى 15 مايو.ومع ذلك يحذر اقتصاديون من اليمين واليسار- بالإضافة إلى عدد لا يُستهان به من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري- من مخاطر التراجع عن الإنفاق الفيدرالي بسرعة كبيرة، حيث يشعرون بالقلق من أن القيام بذلك سيخلق مشاكل طويلة الأمد للاقتصاد وللعامل الأمريكي.
مشاركة :