قصور مصر| الأمير طاز.. أحد روائع العمارة المملوكية

  • 4/26/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تميزت مصر منذ فجر التاريخ بالعمارة، حيث خلفت العمارة المصرية القديمة العديد من الأثار التي تدل على حرفية واتقان الفنان المصري عبر العصور، وقدرته الفائقة على تشييد القصور، وكشفت الحفريات في مدينة تل العمرانة، والأقصر عن عدد كبير من القصور، واستمر الوضع عبر العصور والحضارات المتعاقبة على مصر فمرورًا بالعصر البيزنطي، والقبطي، والإسلامي، وحتى الدولة العلوية.وبدأت القصور في مصر تأخذ العديد من الطرز المعمارية وفي هذه السلسلة من الحلقات والتي تستمر على مدى شهر رمضان الكريم سنتعرف على أهم القصور في مصر المحروسة. في هذه الحلقة؛ نحن أمام قصة قصر وقصة فارس دارت أحداثها في قلب المحروسة منذ مئات السنين، والتي تركت بصماتها عبر الزمن، هو قصر الأمير طاز وصاحبه الأمير سيف الدين عبد الله طاز بن قطغاج، أحد الأمراء البارزين لعصر دولة المماليك البحرية. فالقصر الذي شهد العديد من الأحداث والرويات والقصص، والتي بدأت بالاحتفال الضخم ببناؤه، حتى أصبح مقرًا لنزول البشوات المعزولين عن حكم مصر، وكان الملاز الذي لجأ إليه الأمير جارقطلوا بعدما نشب شجارً، بينه وبين المماليك الجبان فهو عباره عن بناء ضخم ظل شامخًا عبر الزمن. كان الأمير طاز حسن الشكل، طويل القامة، بطلا شجاعا محبًا للعلماء كثير الخيرات، على الهمة، قوي العزم، وافر التجمل، ظاهر الحشمة، بدأ نجمه في الصعود خلال حكم الصالح إسماعيل بن الناصر محمد "743-746هـ/ 1343-1345" حتى أصبح في عهد أخيه المظفر حاجي واحدًا من أمراء الحل والعقد الذين كانت بيدهم مقاليد الدولة ثم زادت وجاهته خلال فترتي حكم الناصر حسن بن الناصر محمد الأولى والثانية ومالبث أن جعله دوادار دولته ثم ولاه نيابة حلب.ولكنه خرج على السلطان، فثار عليه أمراء حلب حتى هزم وعزل عن نيابتها، وأُمر بكحل عينه فعُمى واعتقل بالكرك ثم نُقل إلى الإسكندرية فسجن بها حتى افرج عنه الأمير يلبغا فعاد إلى القدس ومنها دمشق. ولم يكن الموقع الذي أختير للقصر قد أختير بالمصادفة ولكنه أختير نظرًا لقيمته المكانية حيث بنى بشارع من أهم شوارع مصر المملوكية أنذاك وقد بنى القصر على أنقاض بيوت أشتراها الأمير طاز من أهلها أو أخذه عنوة، وأشرف الأمير منجك على عمارة القصر بنفسه كما تشير المصادر التاريخية.كان لهذا الموقع أكبر الأثر في مراقبة الحياة السياسية بمصر والمشاركة في أحداثها آنذاك حيث شهد حادثة لم تحدث من قبل وهى نزول السلطان من مقر حكمه ليفتتح هذا القصر، وقد كانت هذه سابقة لم تحدث من قبل، كما أنه شاهد تدبير الأحداث التي توالت لإزاحة وتولية السلاطين أبناء الناصر محمد بن قلاوون.كما شهد الفتنة التي كانت بين المماليك السلطانية وبين مماليك الأمير الكبير جارقطلوا، وسببها أن المماليك الجلبان ضربت بعض مماليك جارقطلوا والذي دافع عن نفسه وشج رأس أحد المماليك السلطانية فتجمعوا على المملوك الذي هرب إلى دار أستاذه "قصر طاز" واحتمى به وتجمع المماليك وترددوا على باب طاز أكثر من مرة وسار الخوف في كل مكان بشارع السويفية من وقع الفتنة، وتجمع المماليك أسفل القلعة واتفقوا على قتل جارقطلوا ومماليكه فخاف الناس وغلقت الأسواق كما أغلقت الدروب وانتشر قطاع الطرق وأرسل الأشرف برسباي إلى المتقاتلين يأمرهم بالا يستمروا في القتال ولم ينصتوا إليه وسار الجميع إلى قصر طاز.

مشاركة :