مصدر الصورةGetty Images ناقشت صحف عربية صادرة اليوم الأحد التصريحات الغريبة والمثيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول علاج فيروس كورونا، والتي أظهرت حقيقة شخصية ترامب الذي "يدعي الفهم في جميع القضايا". وقال ترامب في مؤتمر صحفي عن وضع وباء كورونا في أمريكا إن "المطهرات تقضي على الفيروس في دقيقة واحدة، ويمكننا أن نفعل شيئا كهذا من خلال حقنها في جسم المريض أو استخدامها في تطهيره من الداخل". وبعد الضجة التي أثارتها هذه التصريحات سارعت مديرة المكتب الصحفي في البيت الأبيض كيايلي مكيناني، لتدافع عن الرئيس وقالت إنه نصح الأمريكيين "في مناسبات متكررة" باستشارة الطبيب عند الإصابة بفيروس كورونا. كما انتقدت وسائل الإعلام، وقالت إنها "تُخرج تصريحات الرئيس من سياقها، دون أدنى إحساس بالمسؤولية، مما ينتج عنه ظهور عناوين أخبار سلبية". كما سارعت شركات إنتاج المطهرات والمنظفات إلى التحذير من تناولها عن طريق الفم أو الحقن، مؤكدين أن هذه المواد تُستخدم فقط في الأغراض التي صُنعت من أجلها. "لا تأخذوا نصائح طبية من ترامب" ما فائدة فيتامين "د" في زمن فيروس كورونا؟"مهرج مغرور" تحت عنوان "الدكتور دونالد ترامب"، يقول حمدي رزق في جريدة "المصري اليوم" ساخرا: "الرئيس الأمريكي صار إخصائيًا في علاجات فيروس كورونا المستجد… أتعجب من هذا الفيروس الذي تلاعب بأفكار رئيس يقود القوة العظمى، وجعله يفتى فيما لا يعلم، ترامب صار خبيرًا فى علم الفيروسات". ويتابع رزق: "ترامب يربح يوميًا في طريق الولاية الثانية، ويتبضع بالجائحة سياسيًا، ويستثمر فيها ملياريًا، ظهورات ترامب اليومية بكرافتات لافتة لونيًا... أصبحت الطبق المفضل أمريكيًا، وتصدره إلى العالم ليتغذى على أفكار ترامب، وخورزمياته الفيروسية، ونبوءاته، ووصفاته العلاجية". ويختتم الكاتب مقاله بقوله: "أغرب ما كشف عنه الفيروس اللعين التداخل الحادث بين السياسي والطبي أمريكيًا، والديني والطبي عربيًا، الفيروس أحدث خللًا في منظومة التفكير الإنساني، فترعرعت فيروسات مصاحبة تستهدف العقول، فتهذى من أثر الجائحة". وعلى المنوال ذاته يعلق عبد الباري عطوان، في جريدة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية قائلًا: "باتت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصةً الأخيرة حول كيفية مكافحة وباء كورونا، موضع سخرية لدى الكثيرين داخِل الولايات المتحدة وخارجها، لأنها تكشف عن مهرجٍ مغرور يدعي الفهم في جميع القضايا". ويتابع: "الرئيس ترامب، وبسبب هذه الضجة، وحملات السخرية واسعة النطاق، سارع إلى التراجع كعادته، وادعى أنه لم يشجع على استخدام المطهرات، وإنما كان يمارس السخرية، خفة الدم، واتهم المتحدثون باسمه الصحافيين بتحريف تصريحاته وإخراجها عن سياقها". ويضيف: "ترامب لن يتردد في الإقدام على أي خطوة تحول الأنظار عن فشل إدارته، والسياسات التي يمكن أن تحول دون فوزه بولاية ثانية في الانتخابات المقبلة، بما في ذلك تصعيد التوتر مع إيران، وتفجير مواجهة عسكرية معها، بافتعال أي ذريعة تحرش في الخليج ومضيق هرمز حيث المئات من سفن بلاده الحربية، ومن غير المستبعد أيضًا قيامه بالتصعيد مع الصين قريبًا". شركات مطهرات ومنظفات تحذر من حقن أو بلع منتجاتها بعد تصريحات لترامب"ضيفًا ثقيلًا" مصدر الصورةGetty ImagesImage caption شركات إنتاج المطهرات والمنظفات حذرت من خطورة تطبيق نصائح ترامب وتناول منتجاتها وعلى الجانب الآخر، يقول خطار أبو دياب في جريدة "العرب" اللندنية، "لم يكن الرئيس دونالد ترامب يتصور أسوأ من هكذا سيناريو في السنة الانتخابية المصيرية، فبعد أن كان يرى الدرب ممهدًا لإعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، إذ بوباء كورونا المستجد يحل على الولايات المتحدة والعالم ضيفًا ثقيلًا ويغير التوقعات ويتحكم بجدول الأعمال". ويتابع: "قبل اندلاع أزمة الجائحة بشهرين كانت الأخبار السارة تتجمع لدى ترامب: منع الجمهوريون في مجلس الشيوخ محاولة عزله التي أطلقها الديمقراطيون، وكانت جميع المؤشرات الاقتصادية خضراء، وكان يستعد لجني ثمار الاتفاقية التجارية الأولى مع الصين". ويضيف: "وأتى كوفيد-19 يقلب كل شيء رأسًا على عقب وزاد معدل البطالة بأكثر من الضعف في غضون شهر واحد، مما حرم سيد البيت الأبيض من الشعار الرئيسي لحملته الانتخابية… ووفق تطور الوضع، سيقوم ترامب على الأرجح بتعديل استراتيجيات حملته الانتخابية وتواصله الإعلامي ويحاول من خلال تسويق دوره في إدارة الأزمة والقدرة على القيادة وأسبقيته في مجابهة الصين والآخرين كعوامل تحفز إعادة انتخابه". "قدر من الجدية" أما عبدالقادر شهيب، فيرى في جريدة "فيتو" الإلكترونية المصرية أنه "كان يمكن لكثيرين سواء داخل أمريكا أو خارجها ألا يأخذوا وصفة ترامب الجديدة بأى قدر من الجدية، لأنه لم يقطع بها وإنما عبّر عن تطلعه فى إمكان نجاحها وفعاليتها فقط". ويضيف الكاتب: "لكن المثير أن الشركة المنتجة لمطهر شهير سارعت بنشر إعلان تحذيري للناس من وصفة ترامب، منبهة إلى أن تناول المطهر عبر الفم خطر بل ومميت". ويتابع: "وهكذا اكتملت الكوميديا السوداء إلى أقصى حد، فإن الشركة خشيت أن يستجيب أحد من الأمريكيين لوصفة ترامب لعلاج كورونا. وهذا ليس له معنى سوى أن الشركة ترى أن ترامب ما دام قادرًا على التأثير فى الناس والرأي العام، أو أن الوعي داخل المجتمع الأمريكي منخفض لدرجة مثيرة".
مشاركة :