وصف الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، السيناريو التركي الجديد لقلب موازين القوى في ليبيا، وإعادة مليشيات الوفاق إلى الحياة بعدما تلقته من هزائم مدوية بـ"السيناريو المرعب".وأوضح لـ"البوابة نيوز"، أن نقل المقاتلين التابعين للفصائل التركية المعارضة للنظام السوري، والموالية لأردوغان إلى ليبيا بما باتت تمتلكه من خبرات واسعة في قتال الشوارع، يعني أنه لن يتم حسم المعركة الجارية في ليبيا، قبل سنوات طويلة، لا يعرف أحد تأثيرها على أمن المنطقة. وحذر بدر الدين من أن تركيا تحاول إقامة جسر جوي لنقل المقاتلين إلى ليبيا محملين بالعتاد، مشيرا إلى وجود معلومات عن استعدادات أنقرة لتنفيذ عملية جوية واسعة في ليبيا، استغلالا لوقف إطلاق النار.ولفت بدر الدين إلى وجود توقعات بأن تعزز تركيا من نشاطها وسعيها لإنشاء جسر جوي مع ليبيا لما يتجاوز الطوق الرقابي الذي تفرضه عملية مراقبة حظر التسليح في ليبيا الجديدة، والمعروفة بـ"إيريني"، من أجل ضمان إمداد قوات حكومة الوفاق بالمرتزقة.وشدد بدر الدين على ضرورة أن تعمل الجماعة الدولية على ضمان تطبيق حاسم ويقظ لبنود العملية إيريني الرامية إلى مراقبة تنفيذ قرار حظر الأسلحة في ليبيا، الذي أصدره مجلس الأمن، لا سيما في ظل السماح باستخدام الأقمار الاصطناعية الجوية والبحرية لإنجاز هذا العمل.وقال بدر الدين: "الموقف الفرنسي تجاه ما تفعله تركيا في ليبيا هو الأكثر وضوحا حاليا، مشيرا إلى أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، التي هاجم فيها تركيا أشعلت حفيظة أنقرة، فتداعت تصريحات مسؤوليها لتؤكد في مجملها حجم الجريمة التي ارتكبها أردوغان في ليبيا وإن حاولت تلك التصريحات التنصل والتبرير.ولفت إلى أن وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان اتهم تركيا بتأجيج الصراع عبر تدفقات المرتزقة واستمرارها بتسليح ميليشيات حكومة السراج غير الشرعية، وفق ما رصدته جهات عدة ووثقته تقارير ومقاطع فيديو وتطورات المشهد الميداني.وأوضح بدر الدين أن الوزير الفرنسي أكد أن تركيا تستخدم كل إمكانياتها من أجل هذا الهدف، فهي تبتز أوروبا بملف الهجرة وفتح الحدود أمام اللاجئين من جهة، وتستخدم قواربها المنخرطة ضمن مهام الناتو في المتوسط في تنفيذ مهام غير شرعية، متمثلة في تأمين مصالح السراج من جهة أخرى.وقال أستاذ العلوم السياسية: "رد المتحدث باسم الخارجية التركية على تصريحات باريس، زاعما تحاملها على أنقرة، يؤكد ازدواجية تركيا في الحكم على الأمور، خاصة أن المتحدث التركي ادعى أن فرنسا دعمت المنظمات الإرهابية في سوريا، ووقفت إلى جانب من يقاتلون ضد الشرعية في ليبيا، على حد وفق مزاعمه".وأضاف: "هذا التنصل والتبرير من جانب مسئول الخارجية التركية، يتناقض كليا مع تصريحات رئيس دائرة الاتصال والإعلام بالرئاسة التركية، فخر الدين الطون، الذي أقر بدعم بلاده لحكومة السراج غير الشرعية، واستمرار هذا الدعم مستقبلا، ومطالبته المجتمع الدولي بدعمها"، مشددا على أن تركيا لن تتراجع عن السعي المحموم لتمكين الإرهاب الإخواني من رقاب الليبيين.
مشاركة :