يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويّاً بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان، وخلال شهر رمضان ستسلط “سبق” الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني. ففي الآية 105 من سورة المائدة يقول الرب تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إلى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}. ويفهم البعض “عليكم أنفسكم” فهماً خاطئاً بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصواب: أي لا تضركم ذنوب غيركم إن اهتديتم بالقيام بأمر الله بالأمر بالمعروف، ومن تركه وهو مستطيع فهو ضال وليس مهتدٍ. وروي حول هذا المعنى عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم، مثل أبي بكر، وابن عمر، وأبي ثعلبة الخشني وغيرهم. يشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب “أكثر من 200 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ”، الذي أعده الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد، وقدمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد عضو مجلس الشورى.
مشاركة :