حجر «كورونا» يشعل خلافات أسرية بين الأزواج

  • 4/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أقر أزواج بأنهم واجهوا خلافات أسرية عدة مع زوجاتهم، خلال فترة الحجر المنزلي، التي فرضتها الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إذ باتوا يقضون ساعات طويلة داخل المنزل، الأمر الذي فرض عليهم التدخل في إدارة شؤون المنزل والأبناء، ما أثار حفيظة الزوجات نتيجة اختلاف وجهات النظر. وقال أزواج، رفضوا ذكر أسمائهم، لـ«الإمارات اليوم»، إن البقاء في البيت بسبب فيروس كورونا فرض نمط حياة جدياً على كثير من الأسر، وزاد من الضغوط النفسية، إذ أصبح الرجال وكذلك الزوجات العاملات ملازمين لمنازلهم، يعملون عن بعد، فيما يدرس الأبناء عن بعد، الأمر الذي أثار مشكلات بين الأزواج، لاسيما عندما يغيب التفاهم والحوار المشترك. ورصدوا أبرز الخلافات الأسرية التي تحدث أثناء الحجر المنزلي، وهي: غياب الخصوصية والاستقلالية، والتدخل في شؤون الآخر، وعدم وجود مساحة للتباعد الاجتماعي، واختلاف الرأي في توجيه الأبناء، والضوضاء والإزعاج بسبب مهام العمل والدراسة في آن واحد، خصوصاً عندما يكون الزوجان يعملان عن بعد من المنزل، ومحاولة بعض الأزواج سحب بعض صلاحيات إدارة المنزل من زوجاتهم، وزيادة الضغوط النفسية، خصوصاً عندما يكون هناك وضع اقتصادي ضاغط على الزوج، وعدم وجود تباعد اجتماعي بين الزوجين، وغيرها. من جانبه، قال المستشار الأسري، عيسى المسكري، إن ثمة قضايا أسرية قد لا تكون واضحة إلا بعد تأمل عواقبها أو التخطيط من أجل الحصول على نتائج مرضية، فاجتماع الزوجين في بيت واحد بلا خروج فترة طويلة، تترتب عليه نتائج سلبية أو إيجابية، وذلك على حسب الممارسات اليومية، فإن كانت الممارسات اليومية راقية، فالنتائج ستكون مذهلة، أما الممارسات السلبية فلن تحصد منها إلا مزيداً من الخلافات والنزاعات. وأضاف أنه في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، والحجر المنزلي، هناك 10 استراتيجيات عملية راقية من أجل بناء علاقات زوجية ناجحة ومستقرة، خلال هذه الفترة، الاستراتيجية الأولى (التغيير): «فدائماً ننصح بضرورة التغيير من نمط الحياة، والتخلص من الروتين القاتل، فقد جاءت هذه الأزمة فغيرت كثيراً من العادات السلبية، بل إنها غيرت فينا كثيراً من الأشياء، ولعل هذا التغيير فرصة من أجل التقارب العاطفي والتلاحم الأسري، وفرصة من أجل العودة إلى الله تعالى بالتضرع والعبادة والدعاء، وفرصة للمحاسبة، وهيكلة الأولويات، وتصحيح الخطأ، والانطلاق الصادق إلى البر والخير والمحبة والمعروف». الاستراتيجية الثانية (التغافل)، فعندما يكون الجو ملبّداً بالمخاوف والتوتر والقلق والأخبار السلبية، فليس هناك وقت للبحث وراء الزلات أو الهفوات أو تتبع بعض التحليلات السلبية والوساوس الواهية. الاستراتيجية الثالثة (الإيجابية)، فوراء كل محنة منحة، ووراء كل فشل تجارب، ووراء كل ابتلاء مغفرة ورحمة ونور وبصيرة، ولعل التعامل مع هذه الأزمة بنظرة إيجابية يسهم في إيجاد جو أسري أمن، فالأزمة مؤقتة كما دلت عليها الدراسات، ولن تدوم إلى الأبد، فلا تتخذ هذه الأزمة مبرراً للخلافات والنزاعات. الاستراتيجية الرابعة (التفاؤل)، فمهما كانت الأحوال، دائماً الأشواك في البداية والأزهار في النهاية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل، ويأمر بالفأل، ويحث أصحابه على هذه الخصلة الكريمة. والاستراتيجية الخامسة (التأمل)، فالتأمل في أحوال الغير ومعدلات الطلاق خلال هذه الفترة، يكتشف أن الحالات تكاد أن تكون معدومة، نظراً للصعوبات والعوائق نحوه، فالطريق إلى الفراق مسدود، والأبواب إلى الطلاق مقفلة، ولعل هذا القرار خفف من الخلافات الزوجية، أو حرك جوانب الرحمة بين الزوجين، أو دفع الزوجين إلى التفكير في حلول أخرى من أجل التخلص من النازعات والمشكلات، ففي ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، أصبحت هذه الأزمة الهم الأول أكثر من أي مشكلات أخرى أسرية أو اجتماعية. الاستراتيجية السادسة (الخصوصية)، فلا يعني الحجر المنزلي التدخل في خصوصيات الطرف الآخر، ولعل هذا التدخل السلبي يشعل نار الخلافات القديمة منها والعقيمة، فامنح الطرف الآخر مساحة من الخصوصية، حتى يشعر بالاستقلالية الذاتية والحرية في الحركة والتحدث والتعامل. الاستراتيجية السابعة (التقارب)، فهناك التقارب الجسدي والقلوب متآلفة وأخرى قد تكون متنافرة، كما أن هناك التقارب العاطفي والأجساد متباعدة، كأن يكون الزوج في منطقة والزوجة في منطقة أخرى، حال بينها حائل، فأجمل الحالات إذا اجتمع القرب الجسدي، كشعور الزوجين بالأمن والأمان والسكن، مع القرب العاطفي، أي القلبي بالمودة والمحبة والرحمة، وهناك من يتخذ هذا القرب العائلي فرصة لترويض النفس وتربيتها، واجتماع الأسرة على موائد العلم والبر والعبادة، فليس القرب الجسدي يعبر بالاختناق والتنافر والاختلاف، وإنما يعبر بالحب والمودة والانسجام. الاستراتيجية الثامنة (التجمل)، يفضّل أن تكون العلاقات الزوجية في هذه المحنة تتجمل بالتخلي عن النزاعات والخلافات والجدال العقيم والتصرفات السلبية، كما أنها تتجمل بالتحلية كعملية لتجميل العلاقات، وتزين الروابط بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والحوار الهادف، وتقديم التضحيات، والعمل معاً من أجل بيئة آمنة راقية متناغمة، التجمل بكل مفرداتها المعنوية أو الحسية، مثل العطر والذوق واللون والرومانسية. الاستراتيجية التاسعة (الصبر)، ما أعطي عبد خصلة أجمل وأفضل وأعظم من الصبر، والصابر على هذه الأزمة له أجر شهيد، وليس لمن صبر على المصائب جزاء إلا الجنة. الاستراتيجية الأخيرة (الدعاء)، إن كانت أبواب الأرض مقفلة فأبواب السماء مفتوحة دائماً، فاكثروا من التضرع إلى الله بالدعاء. 10 استراتيجيات - ضرورة التغيير من نمط الحياة. - التغافل وعدم البحث وراء الزلات. - التعامل مع الأزمة بنظرة إيجابية. - التفاؤل مهما كانت الأحوال. - التأمل في أحوال الغير. - منح الطرف الآخر الخصوصية. - التقارب الجسدي والقلبي. - التخلي عن النزاعات والجدال. - الصبر على هذه الأزمة. - التضرع إلى الله بالدعاء. البقاء في المنازل فرض نمط حياة جديداً على كثير من الأسر وزاد من الضغوط النفسية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :