الاحتفال بعيد العمال من الشرفات وعبر الإنترنت في ظل الحجر المنزلي

  • 4/27/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - (ا ف ب): يحل عيد العمال في الأول من مايو بصيغة غير مسبوقة هذه السنة في عالم قيد الحجر، وإن كانت الاحتفالات ستقتصر على الشرفات وشبكة الإنترنت بدل التجمعات التقليدية في مثل هذا اليوم، لكن النقابات ستغتنم المناسبة لتذكر بدور العمال الأساسي في الخطوط الأمامية لمكافحة وباء كوفيد-19.وأوضح المؤرخ الفرنسي ستيفان سيرو المتخصص في الحركات الاجتماعية أن عيد العمال الذي يعتبر حدثا جماعيا بامتياز وتمتد جذوره إلى المعارك التي خاضتها الحركة العمالية في أواخر القرن التاسع عشر، سيكون «غير مسبوق في التاريخ النقابي».وقال لوكالة فرانس برس: «الأول من مايو في الحجر المنزلي أشبه بالأول من مايو في زمن حرب، إنها المقارنة الوحيدة التي تخطر لي. لكنها أول مرة يتعلق الأمر بالوضع الصحي».وفي وقت يلزم نصف سكان العالم منازلهم سعيا لاحتواء وباء تسبب في وفاة أكثر من مائتي ألف شخص، تبقى التظاهرات محظورة في معظم أنحاء الأرض. لكن النقابات تدعو إلى أشكال مختلفة من التعبئة. وكتبت عدة نقابات ومنظمات شبابية في فرنسا «دعونا نتظاهر جميعا حتى في الحجر المنزلي في الأول من مايو برفع لافتات واجتياح الشبكات الاجتماعية، ولنعط هذا اليوم زخما جماعيا حقيقيا». وتنوي هذه الهيئات تسليط الضوء على «المنسيين» و«اللا مرئيين في مجتمعاتهم الذين يواصلون العمل مجازفين في غالب الأحيان بحياتهم» كالممرضين وعاملات صناديق الدفع وجامعي النفايات، مطالبة بـ«إعادة تقييم حقيقية لأجور» هؤلاء العمال.وفي إيطاليا، الدولة الأوروبية الأكثر تضررا جراء فيروس كورونا المستجد حيث تخطى عدد الوفيات 25500، سيقام هذه السنة العرض الموسيقي الضخم الذي تنظمه عادة الاتحادات النقابية الرئيسية في الأول من أيار/مايو في روما، ولكن من دون جمهور. ودعي عدة فنانين إلى مجمع «أوديتوريوم» في العاصمة الإيطالية للمشاركة في حفل موسيقي تحت عنوان «العمل بأمان: لبناء المستقبل»، تنقله شبكة «راي 3» التلفزيونية العامة في بث مباشر.وفي اليونان، البلد ذي التقليد النقابي الراسخ، لم يعلن عن أي تظاهرات، وأكد اتحاد عمال القطاع الخاص، أكبر النقابات اليونانية، أنه «يحترم التعليمات المتعلقة بحظر التجمعات التي تضم أكثر من عشرة أشخاص». لكن في ظل مخاطر انكماش اقتصادي جديد بعد أزمة مالية خانقة استمرت عشر سنوات في هذا البلد، من غير المستبعد أن تنظم النقابات الشيوعية تجمعا رمزيا أمام البرلمان في أثينا.«الأول من مايو: أقوى معا، إنما كل من جانبه»، ذلك هو شعار هذا اليوم في الدنمارك الذي سيحيي عيد عمال افتراضيا حصرا، تحت إشراف «كونفيدرالية الاتحاد التجاري»، أكبر منظمة نقابية في هذا البلد ستجمع كل المبادرات على فيسبوك.أما في السويد والنرويج حيث سيكون شعار عيد العمال هذه السنة «الأمان للصحة والعمل»، فتم إلغاء مسيرة الأول من مايو على أن تنظم احتفالات على الإنترنت.ويطغى الحذر في فنلندا حيث يتزامن عيد العمال مع عيد «فابو» الشعبي الذي يحتفل فيه هذا البلد في 30 أبريل والأول من مايو بحلول الربيع. وقد تغلق الشرطة بهذه المناسبة المنتزهات لمنع الناس من التجمع. لكن إلغاء الحدث يكتسب مغزى خاصا في روسيا حيث تتخذ الاحتفالات عادة طابعا رسميا فتنظمها نقابات موالية للكرملين وتتسم بحضور كثيف للسلطة ومشاركة شعبية حاشدة جمعت العام الماضي مائة ألف شخص في موسكو.وفي الصين حيث ظهر فيروس كورونا المستجد في أواخر ديسمبر وكانت أول بلد فرض حجرا منزليا صارما على السكان، يكون الأول من مايو تقليديا يوم عطلة. وأضيف إليه يومان هذه السنة على أمل إنعاش الاستهلاك والسياحة الداخلية.وبمعزل عن رمزية الأول من مايو، فإن السؤال الحقيقي المطروح برأي المؤرخ ستيفان سيرو يتعلق بالدور الذي سيلعبه العمل النقابي في الأشهر القادمة في مواجهة انهيار بين العمال والموظفين يتوقع أن يكون على نطاق واسع في غالبية الدول.

مشاركة :