مقالة : العاملون الصحيون بالخطوط الأمامية يشكلون درع أمان واقية في الحملة العالمية لمكافحة كوفيد-19

  • 4/27/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 26 إبريل 2020 (شينخوا) لقد كتبت كورنيليا غريغز، وهي طبيبة جراحة أطفال في نيويورك، في رسالة عاطفية مؤثرة إلى أطفالها الصغار في مارس، قالت فيها إن "أطفالي أصغر من أن يتمكنوا من قراءتها الآن. وبالكاد يتعرفون عليّ في ملابسي الطبية. ولكن إذا خسروني بسبب كوفيد-19، أريدهم أن يعرفوا أن أمهم حاولت جاهدة فعلا لأداء عملها". وباعتبارها أمّا تعمل في الخطوط الأمامية لمكافحة وباء فيروس كورونا الجديد، تستخدم الطبيبة غريغز تضحيتها وشجاعتها باعتبارها لحظة تعليمية قوية لأطفالها. وقد انتشرت تغريدتها هذه على نطاق واسع، وتلقت حوالي 103000 إعادة نشر و530 ألف إعجاب خلال 24 ساعة. وفقا لأحدث الأرقام من جامعة جونز هوبكنز، فقد ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد، إلى ما يقرب من 2.9 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، إلى جانب أكثر من 200 ألف حالة وفاة. والطبيبة غريغز، إلى جانب الآلاف من العاملين الطبيين الشجعان في جميع أنحاء العالم، تخوض ويخوضون معركة شاقة وشجاعة ضد كوفيد-19، في محاولة لكبح المدّ التصاعدي لهذا الوباء الذي لا يعرف حدودا ولا يعترف بأي أعراق. ويعمل الكثير منهم لساعات طويلة، وقد انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة؛ وتطوع البعض للمساعدة دون أي تردد أو تفكير؛ وفقد البعض حياتهم في الخطوط الأمامية للمعركة ضد هذا الفيروس. تضحية كبيرة لقد توفي روبرتو ستيلا، وهو طبيب عام ممارس يبلغ من العمر 67 عاما، في 11 مارس المنصرم، وهو الأول من بين العديد من الأطباء ممن فقدوا حياتهم بسبب الفيروس، في إيطاليا. كان ستيلا من أوائل من حثوا الحكومة على الانتباه إلى عدم كفاية معدات الوقاية الشخصية، للعاملين بالرعاية الصحية. وطلب من فريقه الطبي توخي الحذر، والمضي قدما بعملهم حتى عندما نفدت أقنعة الوجه والقفازات لديهم. قال أليساندرو كولومبو، وهو زميل وصديق لستيلا، إنه كان طبيبا حقيقيا عمل بإخلاص وجد حتى النهاية. وقال أنجيلو تيستا، رئيس الاتحاد الوطني للأطباء المستقلين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن وفاة (ستيلا) قد لفتت انتباه الأطباء الإيطاليين ... لقد جعلت وفاته، الأطباء يدركون أن فيروس كورونا الجديد يجب أن يُؤخذ على محمل الجد". لقد أودى فيروس كورونا الجديد بحياة أكثر من 26000 شخص في إيطاليا، وهي واحدة من أكثر البلدان تضررا في أوروبا. وتوفي ما مجموعه 144 من العاملين في المجال الطبي بسبب الفيروس في إيطاليا حتى الآن، وفقا لرابطات ونقابات الأطباء. وأصيب نحو 17000 عامل في مجال الرعاية الصحية، أكثر من ثلثيهم من النساء، وفقا لمعهد الصحة العامة في البلاد. وفي أوروبا أيضا، وقف الأطباء الصربيون دقيقة صمت في 15 إبريل، حدادا على روح الجراح المشهور ميودراغ لازيتش، الذي توفي بسبب عدوى مرتبطة بفيروس كورونا الجديد. كان لازيتش (65 عاما)، مدير مركز الطوارئ في مدينة نيس، قد وُضع على جهاز تنفس اصطناعي، لأن حالته كانت خطيرة. وعملت بلدية شرق سراييفو على تحقيق أمنيته الأخيرة، من خلال بث الأنشودة العسكرية الصربية "مسيرة على الدرينا" لتكريم طبيبهم المحبوب. وقال بيان صادر عن مركز العلاجات السريرية في نيس، إن لازيتش كان "في الخط الأمامي حتى النهاية ... حتى اللحظة التي اكتشف فيها أنه هو نفسه مصاب بالفيروس الذي كان يودي بحياة الناس منذ شهور بلا هوادة". المضي قدما بلا تراجع وعبر البحر الأبيض المتوسط، كان سومان موداريكي، الذي يعمل في مستشفى ويلكنز في هراري، من بين العاملين الطبيين في الخطوط الأمامية في زيمبابوي، الذين يخاطرون بحياتهم من أجل رعاية المرضى. فبعد أسبوعين من وصول وباء فيروس كورونا الجديد، إلى بلاده غير الساحلية في الجنوب الأفريقي، أظهر اختبار إصابة مؤكدة لموداريكي بالفيروس. وقال إن عائلته لم يسبق لها أن شعرت بالقلق على سلامته في العمل، مثل هذه المرة. وأضاف أن "ابني وابنتي ليسا مرتاحين. إنهما يواصلان طرح الأسئلة ويريدان أن يفهما مدى الخطورة الحقيقية لفيروس كورونا الجديد"، لكنه أكد على أن عائلته ظلت ركيزة دعم قوية له. ومع علمه بأن الفيروس لا يستثني أحدا في طريقه، يدرك موداريكي الأهمية القصوى لتجهيز العاملين الطبيين بشكل صحيح، عند رعايتهم للمرضى. وقال "إن المنطقة التي نعمل فيها منطقة ساخنة، وتتطلب عملية دقيقة، من ارتداء الملابس، إلى نزعها، إلى فحص المرضى. يجب أن تكون العملية شاملة للتأكد من أنك لا تحمل الفيروس وتنقله إلى مرضى آخرين أو زملاء عمل". والممرضات والممرضون أيضا يتعرضون لهذه المخاطر. ومن بينهم سينثيا شاتي، رئيسة جمعية الممرضات الشابات في زيمبابوي. قالت شاتي لصحيفة ((صندى ميل)) الحكومية "نحن نقدر قدسية الحياة البشرية، ولكن في بعض الأحيان نخشى على حياتنا العزيزة أيضا بسبب الوحشية الحقيقية لفيروس كوفيد-19. نعتقد أن التمريض هو دعوة (إنسانية)، لذا، علينا أن نستجيب كممرضات". قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، أثناء تفقده مركز القيادة بمستشفى هووشينشان في ووهان، التي كانت الأكثر تضررا بالفيروس وسط الصين، إن الأطقم الطبية قدمت إسهامات هامة في كبح الوباء، وهم "أجمل الملائكة" و "رُسل النور والأمل". وفي مؤتمر إعلامي حول كوفيد-19، في وقت سابق من هذا الشهر، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الممرضات والقابلات بأنهن "العمود الفقري لكل نظام صحي"، وطلب من الجميع حماية أنفسهم. جبهة موحدة مع تصاعد عدوى فيروس كورونا الجديد في أنحاء إثيوبيا والقارة الأفريقية، وصل فريق طبي صيني مكون من 12 عضوا، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم الخميس، ومعه إمدادات طبية عاجلة، بما فيها معدات وقائية، وأدوية صينية تقليدية. وفي إشارته إلى أن أفريقيا تشهد اتجاها تصاعديا في حالات الإصابة الجديدة، قال تسنغ تشي يونغ، وهو عضو بالفريق، متخصص في مكافحة عدوى الفيروسات والسيطرة عليها، "الآن هو الوقت المناسب للاحتواء الفعال لانتشار الفيروس، قبل انتشاره أكثر". لقد سجلت أفريقيا قفزة بنسبة 43% في الحالات المُبلغ عنها الأسبوع الماضي، الأمر الذي يسلط الضوء على التحذير الصادر من منظمة الصحة العالمية بأن القارة التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، يمكن أن تصبح مركز التفشي التالي لهذا الوباء العالمي. وقال تسنغ، وهو أيضا رئيس قسم مكافحة عدوى الفيروسات والسيطرة عليها، في مستشفى غرب الصين، والتابع لجامعة سيتشوان، إن الفريق سيتبادل خبراته وسيقدم المشورة للمستشفيات المحلية بشأن الوقاية من الفيروس ومكافحته. أما وزيرة الصحة الإثيوبية، ليا تاديسي، فقالت إن "الخبراء والمهنيين المدربين تدريبا عاليا والذين كانوا نشطين في الاستجابة لمواجهة كوفيد-19 في الصين ولديهم خبرة في الخطوط الأمامية، قد جاءوا إلى هنا، ومعهم الدعم المقدم من الحكومة الصينية". قال الرئيس شي خلال قمة قادة مجموعة العشرين الاستثنائية في مارس المنصرم، إنه استرشادا برؤية بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، ظلت الصين أكثر من مستعدة لتشاطر ممارساتها الجيدة وتقديم المساعدة ضمن قدراتها للبلدان المتأثرة بالوباء. قال ما شياو وي، الوزير المسؤول عن لجنة الصحة الوطنية الصينية، الأسبوع الماضي، إن الصين تواصل تقديم الإمدادات إلى 127 دولة وأربع منظمات دولية، وأرسلت فرق خبراء إلى 15 دولة. قال ماهلت دينكو، طالب علوم طبية إثيوبي "إنها التفاتة أخوية وخطوة عمل جماعية ثمينة أظهرتها الحكومة الصينية بشكل عام، و(هذا الفريق الطبي المكون من) 12 عضوا، بشكل خاص". ووفقا للجنة الصحة الوطنية الصينية، هناك نحو 1000 من العاملين الطبيين الصينيين العاملين في أفريقيا على المدى الطويل، مكلفين بمساعدة المنظمات الصحية المحلية لاحتواء فيروس كورونا الجديد. قال الرئيس شي، إن العاملين الطبيين في الخطوط الأمامية قاموا بأصعب المهام وهم "أكثر الناس إثارة للإعجاب في العصر الجديد"، الذين يستحقون أعلى الإشادة.

مشاركة :