على الرغم من أن العديد من الدول انتهجت سياسة التخفيف التدريجي لإجراءات العزل العام، إلا أنها نادت ببقاء بعض أنشطتها مغلقة، وسط تحذيرات من استمرار خطر وباء كورونا لعدة شهور. ففي الولايات المتحدة، أكثر الدول تضررا بالفيروس من حيث عدد الإصابات والوفيات، أعلنت ولاية نيويورك، أكبر بؤرة لجائحة كورونا في أمريكا، استئناف بعض الأنشطة الصناعية وورش البناء في الولاية، في النصف الثاني من شهر مايو المقبل، منوهة في الوقت ذاته بأنه لا يمكن إقرار معاودة النشاط الاقتصادي بشكل واسع إلا مع عودة نشاط المدارس، الذي ما زال قيد الدراسة لخطورة الوضع، وسط تحذيرات من العدوى. كما نادت ولايتا جورجيا وساوث كارولاينا وعدة ولايات أخرى في الجنوب بتخفيف العزل فيما تمسك حاكم كاليفورنيا بالحظر، مبقيا على أوامر الإغلاق الصارمة، خوفا من تفشي الفيروس أكثر وإطالة أمده. من جهتها حذرت ديبورا بيركس، منسقة قسم مكافحة الفيروسات التاجية بالبيت الأبيض، خلال حديثها لقناة NBC News، من خطورة الوضع وقالت إنه لا يزال غير آمن كليا ولم يحن الوقت بعد للقيام بعمليات فتح لبعض الأنشطة في البلاد، مؤكدة في الوقت ذاته أن قواعد التباعد الاجتماعي ستطبق خلال فصل الصيف لضمان المزيد من الحماية. أما في إسبانيا ثاني أكثر الدول تضررا بالفيروس، فقد أعلن رئيس وزرائها بيدرو سانشيز، السماح للناس بالخروج لممارسة الرياضة اعتبارا من الثاني من مايو، لكن بشرط، استمرار معدلات الإصابة بالتراجع. وفي إيطاليا قال رئيس وزرائها، جوزيبي كونتي، إن بلاده ستمدد إغلاق المدارس حتى سبتمبر المقبل، نظرا لأن مخاطر الإصابة بالفيروس ما زالت عالية، رغم عزم الحكومة رفع قيود الحجر بشكل تدريجي عن بعض الأنشطة الصناعية في 4 مايو القادم، مع مراعاة اتباع إجراءات صحية صارمة والتقيد بها. وفي فرنسا، قدم المجلس العلمي توصيات بخصوص كورونا لما بعد 11 مايو فيما يخص فتح المدارس الذي ما زال قيد النقاش، كما دعا للتقيد بالإجراءات عند التنقل بين المدن واحترام مسافات الأمان وقواعد الوقاية مشددا على إرتداء الاقنعة يجب أن يكون اجباريا في المتوسطات والثانويات. أما بريطانيا، فلم تتخذ أي إجراءات لتخفيف قيود العزل العام المفروض، بل أعلنت أنها ستبقي إجراءات الحجر والإغلاق حتى تصبح آمنة على الرغم من التكاليف الاقتصادية جراء تداعيات ذلك بحسب وزير الصحة، فضلا عن مطالب دعا لها حاكم لندن حيال تطبيق إجبارية ارتداء الكمامات الطبية في الأماكن العامة. وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من موجات جديدة للجائحة حال عدم اتخاذ الإجراءات الضرورية، منوهة بأن فيروس كورونا المستجد سيبقى بين البشر على مدى زمن طويل. المصدر: RT تابعوا RT على
مشاركة :