هذا العام رمضان يعود بنا إلي أيام الزمن الجميل. أيام إرتبطت فيه أيام رمضان المبهجه بلمة العيله بعد الفطار وقد يكون إستعادة تلك الأجواء هي بسبب فيروس كورونا وإتخاذ بعض الإجراءات الإحترازيه التي غيرت نمط حياة المصريين حتي ولو مؤقتا. ليستعيد المصريين أجواء الشغف والمعايشه الكامله لمسلسل جديد يجمعهم جميعا علي إختلاف أعمارهم ومستوي ثقافتهم. جميعنا نتذكر رمضان رأفت الهجان و ليالي الحلميه وزيزينيا وجمعه الشوان وذئاب الجبل والمال والبنون والعائله وغيرها وغيرها من المسلسلات التي شكلت وجداننا جميعا في فترة الثمانينات والتسعينات والتي أفتقدها أبناء الجيل الحالي نظرا لزحمة القنوات المختلفه بمسلسلات كثيره وأيضا لضألة المحتوي الثقافي والفني. والجديد هذا العام هو مسلسل الإختيار والذي يروي قصة حياة بطل غير عادي من أبطال قواتنا المسلحه وماأدراك من هو الشهيد أحمد صابر المنسي الذي كان له دور عظيم في عودة السيطره علي أراضي سيناء الحبيبه بعد معركه كانت ومازالت مع قوي الظلام التي تسللت في أسوء فتره في تاريخ مصر الحديث. وهي فترة مابعد ٢٥ يناير ٢٠١١ وأثناء حكم مندوب مكتب الإرشاد في مؤسسة الرئاسه المصريه محمد مرسي العياط. المسلسل الذي تعالا فوق مستوي الكلمه والفن والأداء ولكن يصل إلي مستوي معركة بقاء وطن ومعركة وعي وفكر. والعبقريه في مسلسل الاختيار من وجهة نظري هو تناول أحداث المسلسل إلي الجو الأسري داخل عائلة كل من الشهيد أحمد منسي والخائن هشام عشماوي .لكي يتعرف المصريين علي الجو الأسري الذي نشأ فيه كل منهما فبينما نشأ هشام عشماوي في بيئه مليئه بالغل والحقد الاسود الرهيب والكراهية وقتل العاطفه والفرز الطائفي ومعاداة الأخر واللعن وتمني الشر لكل من يخالفهم في طريقة الحياه. عن طريق والده المتزمت الذي تشبع بالثقافه الوهابيه أثناء عمله في السعوديه في فترة السبعينات ومع ظهور البترودولار الذي يري مجرد لعب إبنه مع جاره المسيحي هو تصرف يغضب الله ويجب عدم الإستمرار فيه بل ويجب مقاطعتهم. اب يري أن إبنه يستحق التوبيخ والضرب والقتل لمجرد أنه يتكلم مع بنت الجيران لينشأ فظا غليظا متجمهم وجهه عبوس يتعامل بقسوه مع كل من يختلف معه في معتقداته حتي مع أبناء دينه أو أبناء ديانه أخري..بيت العائلة المسمومة الذي نشأ فيه هشام عشماوي نموذج يظهر تركبية العلاقات بين الافراد في الاسر المشوهة ذهنيا ونفسيا ، كل ما يجمعهم هو كراهية الآخر والمكايدة وتمنى الخراب لإيمانهم إن قيمتهم الوحيده ستكون بعد سقوط الدوله . وذلك لأنهم شخصيات عديمة القيمة يعشقون ويستمتعون بالتسلط علي الغير من خلال الدوجما الدينية لأنها لا تخضع للنقد أو المناقشه أو المجادله والتحليل المنطقي. لذلك أعتقد أن كل مؤمن بتلك الأيديولوجيه المتطرفه وكل متمسك بالدوجما الدينية هو مشروع ارهابي فعلا. وأيضا يعتبر كل أفراد الأسره مشتركين معه في المسؤوليه عن إرهابه ووصوله إلي مرحلة القتل وتلوث يده بدماء الأبرياء. ورأيي المتواضع أنه رغم النص الدستوري الثابت أن الجريمه شخصيه ولا تمتد لغير المذنب ولكن هناك بعض التهم يجب أن يعاقب بها أفراد الأسره مثل التستر علي إرهابي أو التحريض علي العنف أو غيره من التهم التي يراها المشرع تنطبق علي حالة الإرهابيين وذلك من أجل حماية الأجيال القادمه من الوقوع في فخ تلك التنشئه المسمومه. فيجب أن تهتم الدوله بمحاربة الإرهاب وليس محاربة الإرهابيين وذلك هو أهم ما أراه في هذا المسلسل. وعلي الجانب الأخر نجد أسرة الشهيد أحمد صابر المنسي المكونه من الأب الدكتور رقيق القلب الذي يتفاني في خدمة المرضي دون إنتظار مقابل بل والتضحيه بمقابل الكشف وأيضا شراء الدواء للمرضي غير القادرين علي شراؤه. وأم معتدله متدينه محبه لجيرانها وإخوه ناجحين في عملهم. وتربيته علي حب الوطن والإنتماء له. هذه الأسره التي تمثل أغلب الأسر المصريه البسيطه بغض النظر عن ديانتهم. سواء مسلم أو مسبحي جميعهم يعشقون تراب هذا الوطن ويتمنون الشهاده والموت في سبيل الدفاع عن أمنه وإستقراره ووحدة أراضيه.
مشاركة :