غرِّدقبل أكثر من 55 خمس وخمسون سنة كان ذلك الزمن الجميل بجمال أهله ف الحب والإقبال على الطاعات واغتنام مواسم الخير والتزود منها رغم قل التعليم المطور لكن هناك أعلام ف المجتمع ممن يقرأ كتاب الله ويتقنه ولديه بعض الكتب مثل رياض الصالحين أو نحو ذلك وهناك فئات يقرؤون القرآن وهو عليهم شاق ولكنهم يحاولون ويحضرون حلقات تدارس القرآن في المساجد كي يستفدون ممن هو مجيد في قراءة القرآن فهناك مساجد في فيفاء تحظى بتجمع من حولها على مدى ليالي شهر رمضان إبتداء من بعد صلاة العشاء حيث تبدأ الحلقات في تدارس القرآن ودائما ما يكون مقعد الرجل الحافظ بجوار المحراب والحاضرين حلقة يتوسطها المصباح الذي يستضيئون به سواءا إن كان (نوارة) أو (سراج) أو (إتريك) وذلك نادرا فيبدأ القراءة إمامهم ف الحلقة بالفاتحة ثم بصفحة من أول سورة البقرة وهم يتابعون ثم يليه الذي على يمينه يقرأ الصفحة التي تليها وهكذا حتى يرجع الدور إلى حيث بدأ مع مراعاة للذين يتتعتعون في القراءة ومحاولة تفهيمهم كيف يقرءون ولكن على مراحل وسعة بالوأنا هنا سأتحدث عن بقعتي الداثري والمخشمي وجامعيهما وإن استطعت ذكرت بعض المساجد الأخرىجامع( *إمدرب* ) كان هناك إمامه ذلك الوقت أحسن علي أحسن رحمه الله ومن قد مات من أولئك الرجالكان هو عميد الحلقات بحكم حفظه لكتاب الله وأحكامه وكان من حوله من المنتظمين في الحلقات والده علي أحسن ومحمد علي احسن وضيف الله علي احسن وقاسم علي قاسم ويحيى علي قاسم ومحمد يزيد جابر وحسين يزيدجابر ومحمد فرحان سليمان وعلي صبحان جابر وجبران يحيى شريف واسعد سالم شريف رحم الله من مات منهم وأمد الأحياء بالصحة والعافية كانت تبدأ الحلقات من بعد صلاة العشاء وتستمر إلى وقت السحور وهناك استراحة في مقدار منتصف الليل على برادين من القهوة والشاي يقدم من جيران المسجد فيالها من ذكريات عطرةوكذلك مسجد *كرعان* كان دوره كمسجد إمدرب وهناك إمامه حينها يحيى عبدالله أحسن رحمه اللهوكان من يحضرون لتدارس القرآن الكريم فيه بالإضافه إلى إمامه هم علي محمد علي وعلي حسن علي يحيى يزيد جابر وعبدالله محمد علي وسلمان يحيى ساري وأحمد حسن محمد ولعلي لم أورد ذكر من يحضره جميعا بحكم بعده مني وكذلك مسجد المعرف ومسجد( *جميلة* )ومسجد *(إمفحي معلى* )ومسجد( *إمستفا* )  وكان كل من يحضر إلى تلك الحلقات يحمل مصحفه معه لأنه لا يوجد مصاحف في المسجد تغطي الحاضرينزمن جميل ببساطته زمن لا تزال ذكراه في قلب من ادركه وعاش فيه زمن يشد الهمم لمن يعشق الرواية والكتابة أن يسترسل الدرر من حقبه زمن العلامات للوقت فيه هي النجوم في السماء فبها يهتدون وليس هناك دليل آخر لا ساعة ولا قوقل زمن يسير فيه الناس براحة بال عقول بلا الكترونيات ولا تشتيت للأفكار  فلله الحمد والشكر على ما نحن فيه من النعم ومن تطور ف العلم وفي كل مجالنسأل الله سبحانه أن يحفظها علينا ونسأله عز وجل أن يحفظ بلادنا وحكامننا وجنودنا وأبناء بلادنا جميعا ويدرأ عنا الفتن ماظهر منها ومابطن وأن يرفع هذا البلاء والوباء عن بلادنا وبلاد المسلمينوصلى الله على نبينا محمد ..مساء الإثنين الرابع من رمضان لعام 1441 هجرية