الدوحة - قنا دعا مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية إلى الاستفادة من شهر رمضان والصيام فيه للإقلاع عن التدخين، حيث تحدث العديد من التغيرات الإيجابية في أجسام المدخنين تجعلهم أكثر مقدرة على التوقف النهائي عن عادة التدخين. وقال الدكتور أحمد الملا مدير مركز مكافحة التدخين إن هذه التغيرات تبدأ بعد عشرين دقيقة منذ آخر سيجارة، حيث يتم بعدها عودة نبض القلب وضغط الدم إلى وضعه الطبيعي المستقر، ثم يبدأ الجسم في طرد غاز أول أكسيد الكربون السام من الجسم ويستكمل التخلص منه خلال ثماني ساعات منذ آخر سيجارة استخدمها المدخن. وأشار إلى أن غاز أول أكسيد الكربون هو الغاز الذي يضعف وبشكل كبير من التروية الأكسجينية لأعضاء الجسم وأهمها القلب والدماغ لذا سوف يشعر المدخن بتحسن طاقته وتنفسه بعد ترك التدخين كما تبدأ أعصاب حاستي الشم والتذوق في استعادة عافيتها لذا يلاحظ المدخن تحسنا ملحوظا في هاتين الحاستين. وأوضح الدكتور الملا أن مركز مكافحة التدخين وهو مركز معتمد من منظمة الصحة العالمية زاد طاقته التشغيلية ليستوعب جميع المدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين والذين زاد عددهم إلى ثلاثة أضعاف خلال شهري مارس الماضي وأبريل الجاري مع التوقع بأن يسهم شهر رمضان في استمرار هذه الزيادة. وكشف مدير مركز مكافحة التدخين عن اعتماد المركز على نظام العلاج عن بعد عبر الهاتف وكذلك الاستفادة من خدمة مؤسسة حمد الطبية في توصيل العلاجات لمنزل المدخن. وحول ما يحدث للمدخن فيما يتعلق بالنيكوتين وهي المادة الإدمانية الموجودة في كل منتجات التدخين والتي تجعل المدخن في رغبة ملحة ودائمة للتدخين قال الدكتور جمال باصهي أخصائي الإقلاع عن التدخين بالمركز إنه بعد ثلاث ساعات من آخر سيجارة يقل النيكوتين بالدم بنسبة 50 بالمائة وهو ما يجعل معظم المدخنين يدخنون كل ساعتين أو ثلاث ساعات ولكن في رمضان ولأن المدخن مجبر على عدم التدخين لفترة 14 ساعة فإن النيكوتين يقل بكمية كبيرة في الدم وعندها قد تظهر بعض الأعراض الانسحابية لدى المدخن مثل الرغبة في التدخين وضعف التركيز والعصبية وربما الصداع. وأشار إلى أن هذه الأعراض تظل، ووفقا لتجارب المدخنين، للأسبوع الأول من رمضان ثم تقل تماما أو تختفي وهذا السبب الذي يجعل كثيرا من المدخنين ينجحون في التوقف عن التدخين خلال شهر رمضان وبعضهم حتى بدون علاجات. من جهته، تحدث الدكتور مسلم مساعد مسلم أخصائي الإقلاع عن التدخين في مركز مكافحة التدخين عن العلاجات المستخدمة في المركز، وقال إنه يتم التدرج والاختيار في استخدام العلاجات الخفيفة والمتوسطة والأكثر قوة وفقا لسنوات وكمية التدخين ودرجة الإدمان لدى كل مدخن، موضحا أن علاجات بدائل النيكوتين مثل أقراص الاستحلاب واللصقات تعتبر من الأدوية المفضلة في شهر رمضان كون أن الصيام يعتبر سندا ناجحا وفعالا في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين. من جهتها، حذرت الدكتورة أروى العولقي أخصائية طب المجتمع في مركز مكافحة التدخين من الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض المدخنين في تعويض كمية التدخين طوال ساعات الفطور في ليل رمضان، حيث يرفع ذلك من معدلات مستقبلات التدخين في دماغ المدخن مما يؤدي إلى زيادة عدد مرات التدخين بعد رمضان ويتحول الشخص من مدخن متوسط إلى مدخن شره.
مشاركة :