الدوحة - قنا نظمت جامعة قطر ندوة حول الملكية الفكرية في ظل أزمة فيروس كورونا (كوفيدـ19)، لاسيما التسابق المحموم للدول والشركات في تطوير لقاحات وأدوية ومعدات طبية لمواجهة الفيروس وذلك بمشاركة خبراء متخصصين في هذا المجال. وناقشت الندوة التي جاءت في إطار احتفال جامعة قطر باليوم العالمي للملكية الفكرية الموافق لـ26 أبريل من كل عام، دور حقوق الملكية الفكرية في تمكين البحث العلمي لمواجهة الأزمات، ودور إدارة حماية الملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة في مواجهة جائحة كورونا والتسهيلات المقدمة لأصحاب الأعمال في الدولة، وسبل تطوير الابتكارات الوطنية لتخطي أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19). وقالت الدكتورة مريم المعاضيد نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا بجامعة قطر "إن جائحة كورونا، تحتم علينا مضاعفة الجهود وتشجيع الابتكارات والأبحاث وتأهيل الكوادر الوطنية لدعم مختلف قطاعات الدولة وتمكينها من مجابهة التحديات الكبيرة لمختلف المخاطر". وأضافت المعاضيد "لا ينبغي اليوم أن نناقش الموضوع من جوانبه القانونية والتجارية فقط، بل ومن منطلق الجوانب الإنسانية لكن مع الحرص على عدم التساهل في حماية الابتكار وبراءات الاختراع، ولا التقصير في تكريم وتشجيع العقول المبدعة القادرة على حسن إدارة وتخطي مثل هذه الأزمات". من جانبها، استعرضت آمنة الكواري مدير إدارة حماية حقوق الملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة دور الوزارة في مواجهة جائحة كورونا والتسهيلات المقدمة لأصحاب الأعمال في قطر والإجراءات المتبعة لمساعدتهم في مواجهة هذه الأزمة بأقل الخسائر المحتملة. كما أشارت في هذا السياق إلى جهود وزارة التجارة والصناعة في مواجهة كل أشكال التزوير والغش التجاري في إطار حماية حقوق الملكية للشركات لاسيما المنتجات المستخدمة حاليا في مواجهة كورونا.. مؤكدة أن الوزارة لن تدخر جهدا في تنفيذ كافة الالتزامات ذات الصلة بحماية الملكية الفكرية تنفيذا للقوانين والتعهدات ذات الصلة. من جهته، تناول الدكتور محمد سالم أبو الفرج مدير مكتب الابتكار والملكية الفكرية وأستاذ القانون التجاري المشارك في جامعة قطر دور حقوق الملكية الفكرية في تمكين البحث العلمي لمواجهة الأزمات.. وقال إن الغاية النهائية للابتكار هو خدمة البشرية وتوفير حلول لها لمواجهة الأزمات والتحديات في مختلف المجالات. ورأى أنه من المهم في الوقت الراهن تعزيز الجهود المشتركة، وتأطير التعاون بين الشركات للعمل معا من أجل إنتاج وتطوير لقاحات وأدوية لمواجهة فيروس كورونا.. لافتا في سياق متصل إلى أن هناك إجراءات منصوص عليها لمواجهة مثل هذه الأزمات يطلق عليها "التراخيص الإجبارية لبراءات الاختراع" وفق ضوابط وشروط معينة تتيح استغلال الابتكار لمواجهة الحاجات الملحة للمجتمعات. من ناحيته، أكد الدكتور عبدالمجيد حمودة العميد المساعد للشؤون الأكاديمية في كلية الهندسة بجامعة قطر أهمية البحث الدائم والمستمر لمواكبة التطورات التكنولوجية والتغيرات البيئية وغيرها من الأمور التي تؤثر على المجتمع بشكل خاص والعالم بشكل عام. وأكد مشاركون في جلسة نقاشية ضمن الندوة على أهمية التركيز حاليا على المنتجات الوطنية وتعزيز دور الابتكارات لمواجهة الاحتياجات الناجمة عن تداعيات فيروس كورونا. وأكد الدكتور حارب الجابري الأستاذ المساعد في العلوم البيئية بجامعة قطر في الجلسة التي جاءت بعنوان "تطوير وإنتاج الابتكارات الوطنية لتخطي أزمة كوفيد-19: تطوير، تصنيع، ريادة"، أهمية المتابعة المستمرة للمبتكرين، وضرورة تطوير المبتكرات.. قائلا "إن فكرة الاختراع والابتكار لا تكفي ما لم تتحول إلى منتج يخدم الإنسانية". وتطرق الدكتور محمود عبداللطيف، مدير مركز ريادة الأعمال في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر، إلى دور المركز في التشجيع على الابتكار والتطوير بالتعاون مع عدد من الجهات في الدولة ومن بينها بنك قطر للتنمية. من جانبه، عرض السيد عبدالرحمن صالح خميس المدير الفني في النادي العلمي القطري جهود النادي لمواجهة أزمة كورونا، مشيرا إلى أن التركيز حاليا ينصب على تقنية التصنيع الرقمي، حيث تم تصنيع كمامة واقية باستخدام الطابعة الثلاثية الأبعاد. كما ناقشت الجلسة عددا من المحاور ذات الصلة بالتصنيع والابتكارات الخاصة لمواجهة أزمة كورونا ونتائجها المحتملة في نهضة الاقتصاد لاسيما في المستقبل القريب، وأهمية التصنيع الرقمي، ودور رواد الأعمال في هذا الميدان، إلى جانب مناقشة تطبيقات لابتكارات وطنية مثل "الكمامات" و"الروبوتات" وغيرها من الابتكارات.
مشاركة :