رمضان المبارك.. كل أوقاته خير وبركة!

  • 4/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المسلمون في مختلف بلدان العالم يحتفون بحلول شهر رمضان المبارك، ويهيئون أنفسهم لاستقباله أفضل استقبال، البحرينيون كغيرهم من المسلمين يبجلون شهر الخير والبركات ويعظمونه، ولكنهم يتميزون عن الكثير من الشعوب الإسلامية بمجالسهم الرمضانية القرآنية، المنتشرة في مدنهم وقراهم، ولا نبالغ إذا ما قلنا أن عددها يقدر بالآلاف في طول البحرين وعرضها، وفي كل عام في هذا الشهر العظيم تزيد الزيارات بين الأرحام والعوائل والأهالي والأصحاب والأصدقاء، ويكثرون فيه تلاوة القرآن المجيد، وقراءة الأدعية المأثورة، وإقامة الصلوات المندوبة، وإخراج الصدقات، والمساهمة في الأعمال الخيرية، وإفطار الصائمين، وتقديم المساعدات للفقراء والمساكين، أسوة برسول الله محمد بن عبدالله (ص).لقد أنعم الله تعالى على الأمة الإسلامية بشهر رمضان المبارك، لما فيه من فوائد دنيوية وأخروية لا تعد ولا تحصى، وأولها توحيدها في صيامها وإفطارها، فجميع الأمة تبدأ صيامها من الفجر، وتفطر عند أذان المغرب، وجميعها تحيي ليلة القدر والعشر الأواخر من الشهر المكرم لما لهذه الأعمال من الأجر الجزيل، وفيه من المفترض أن تتوقف المشاحنات والنزاعات بين المسلمين الذين يقدرون شهر الله تعالى، وأن تزيد فيه التفاهمات ويكثر فيه التسامح والصفح بين عباد الله، وتقل العداوات والمخالفات الأخلاقية والسلوكية في المجتمعات. في هذا الشهر تغل أيدي الشياطين ويحبسون عن الإنسان المسلم الطائع لربه والعارف بالقيم المعنوية لشهر رمضان المبارك. من المعيب أن نرى أحدًا من المسلمين يتعمد في انتهاك الشهر الكريم في نهاره ولياليه، وكأنه لا يعلم أن الله تعالى جعله محطة لصياغة الإنسان المسلم، نفسيا وروحيا ومعنويا وصحيا، وليس جعله للسهر المفرط حتى طلوع الفجر، في اللهو واللعب ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج غير الهادفة، عبر الفضائيات العربية والأجنبية، وضياع أوقاتهم في نقاشات وجدالات غير واعية. أراد الله تعالى من أمة محمد المصطفى الرسول المسدد والبشير النذير (ص) أن تتدبر في آيات وكلمات القرآن الحكيم، والتعرف على مكنوناتها وأسرارها القيمة التي أودعها فيها، التي لو أخذت الأمة الإسلامية بها في حياتها السياسية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية لكانت من أفضل الأمم في العلم والمعرفة والتعقل والوعي والثقافة والفكر والعمل والأخلاق والسلوك، بكل المقاييس الإنسانية المعتبرة لدى العقلاء الواعين.فرض الصيام على كل من استطاع من أبناء الأمة في شهر رمضان، وجعله ميزانًا لأعمالهم وعلاقاتهم الاجتماعية والإنسانية. العارفون بقيمة شهر الله وفلسفة الصيام فيه، تراهم ينعكس ذلك على أخلاقياتهم وسلوكياتهم في مختلف حياتهم العملية، ويكونون في أعلى مراتب التسامح والتواضع والوعي والرقي الأخلاقي والسلوكي، وأما الذين يجهلون مكانته نجدهم في الغالب يعيشون التشنج والحماية المفرطة والظلم القاسي لأنفسهم ولغيرهم من الناس، في أقوالهم وأفعالهم والعياذ بالله، والبعض يصومون وفي الوقت نفسه يلوثون ألسنتهم بالسباب والشتائم لعباد الله تعالى؛ لأنهم فهموا الصيام هو الامتناع عن الأكل والشرب من الفجر إلى المغرب. الله تعالى يريد منا جميعًا أن نكون على قدر عالٍ من التعقل والوعي بماهية العبادات والأوامر والنواهي الإلهية، وأن لا نعيش السذاجة والبساطة في التفكير وتشخيص الأمور بكل درجاتها السلبية، فالذين استوعبوا القيمة الحقيقية للصيام سموا أنفسهم ومجتمعاتهم، وكانوا سبل خير وسببًا للرحمة والتآلف والمودة في مختلف الاتجاهات الحياتية، فالكثير من الأمم التي دخلت في دين الله أفواجًا في الصدر الأول من الإسلام بحسن أخلاق المسلمين ومعاملاتهم الصادقة والتزامهم بالعهود والعقود المبرمة. كل الأعمال الطيبة يمكن القيام بها غير الزيارات والغبقات ودعوات الإفطار والصلوات في المساجد، هذا العام؛ بسبب الاحترازات الصحية التي فرضها فيروس كورونا. ويمكن لكل أسرة عمل أفرادها برامج رمضانية حافلة بكل الأعمال الصالحة، التي تليق بمكانة الشهر الكريم.سلمان عبدالله

مشاركة :