(إفي): هل ستكفي أربعة أيام كي يعيد خوسيه بيكرمان ترتيب أوراق منتخب كولومبيا التي تبعثرت خلال دور المجموعات، استعدادا لمواجهة المنتخب الأرجنتيني القوي يوم الجمعة القادم في بينيا ديل مار بربع نهائي بطولة كوبا أمريكا لكرة القدم؟ هذا ما ستكشفه الساعات القادمة رغم صعوبة المهمة. فمن الواضح أن بيكرمان يعاني من انخفاض مستوى بعض نجومه أمثال راداميل فالكاو وخوان كوادرادو وتيو جوتيريز الذين لم يظهروا بالشكل المطلوب خلال المباريات الثلاثة الأولى بدور المجموعات، ليحتل لوس كافيتيروس بصعوبة المرتبة الثالثة بالمجموعة الثالثة، ويصطدموا بـالتانجو متصدر المجموعة الثانية. كما ظهر هداف بورتو، جاكسون مارتينيز، والظهيرين الدائمين بالمنتخب كاميلو زونييجا وبابلو أرميرو بمستوى غير لائق، ليظلوا تحت مقصلة انتقادات الصحف والجماهير. ويضاف إلى هذا غياب اثنين من أعمدة الفريق، إدوين فالنسيا وكارلوس روكا فالنسيا، وأحد حراس مرماه، كريستيان زاباتا، عن ربع النهائي لأسباب مختلفة. وتعرض إدوين فالنسيا لاعب وسط سانتوس البرازيلي لإصابة بقطع في الرباط الصليبي للركبة اليمنى مما سيبعده عن الملاعب فترة تتراوح من ستة إلى تسعة أشهر وبالتالي نهاية مشواره في بطولة كوبا أمريكا. ووقع اللاعب في فخ الإصابة من مباراة كولومبيا وبيرو في الجولة الثالثة من دور المجموعات. أما روكا وزاباتا فقد تعرضا لعقوبة الإيقاف مباراة نظرا لنيلهما بطاقتين صفراوتين. وسيغيب أيضا عن موقعة الأرجنتين اللاعب كارلوس باكا، المعاقب بالإيقاف مباراتين بعد اشتباكه مع مهاجم منتخب البرازيل، نيمار، خلال مباراة الجولة الثانية من دور المجموعات. ولترتيب أوراقه سيتعين على المدير الفني الأرجنتيني الاستعانة ببدرو فرانكو، أو المخضرم كارلوس فالديز، في حراسة المرمى، وبألكسندر ميخيا في مركز خط الوسط، ومعه فيكتور إياربو، الذي يمتاز بحس دفاعي ويتمتع بروح قتالية عالية، وقد ظهر ذلك في مباراة البرازيل التي انتهت لصالح كولومبيا بهدف نظيف. ويأمل بيكرمان في تقديم مباراة قوية أمام الأرجنتين مشابهة لتلك التي خاضها الفريق أمام البرازيل. وصرح نجم الفريق الأول في الوقت الحالي والذي يتمتع بأداء ثابت، جيمس رودريجيز علينا العمل كثيرا إذا أردنا الفوز بشيء، وذلك عقب مباراة فريقه الأحد أمام بيرو والتي انتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف، ليضطروا لانتظار نتيجة مباراة البرازيل أمام فنزويلا والتي انتهت بفوز السيليساو بهدفين لواحد، ليضمنوا التأهل كثاني أفضل منتخبين يحتلان المركز الثالث بالبطولة. وأراد المدرب التقليل من حدة تصريحات لاعب ريال مدريد الذي طالب بانتقاد الذات واعترف أن كولومبيا لعبت بشكل سيء ولهذا عانت من أجل التأهل. وقال بيكرمان لا اعتقد أننا لعبنا بشكل سيء. جيمس دائما ما يريد الأفضل ويريد تحقيق كل شيء، وعندما لا نصل لهذا يصبح متوترا ولا يحلل الأمور بالشكل المنطقي. وبعيدا عن كون كولومبيا تلعب بشكل جيد أو سيء، أو أنها تعرف كيف تستغل ظروف اللعب، فإن بيكرمان يدرك أن المنتخب يدخل الآن مرحلة جديدة من كوبا أمريكا. ودائما ما يخرج بيكرمان بتشكيلة لا يتنبأ بها أي مشجع كولومبي، له دوما مفاجآته بشأن الفريق الذي سيدفع به في اللقاء، لا أحد يعلم إذا كان سيدفع بزونييجا وأرميرو كظهيرين، أو سانتياجو أرياس في الجانب الأيمن والدفع بلاعب آخر في الجانب المقابل. لا أحد يعلم إذا كان تيوفيولو جوتيريرز سيترك مكانه لجاكسون، لاتزال هناك أربعة أيام كي يرتب المدرب أموره، لكن كل شيء سيحسم يوم الجمعة، إما بإسدال الستار على رحلة كولومبيا أو بالانتصار ومواصلة سفينة القهوجية الإبحار في أعماق كوبا أمريكا.
مشاركة :