يفترض أن يجتمع اتحاد كرة القدم وأندية دوري المحترفين، اليوم، من خلال تقنية الاتصال عن بعد، بسبب الحالة التي فرضها انتشار فيروس كورونا على البشرية، وحال دون عقد الاجتماعات وجها لوجه، في ظل الاجراءات الصحية الحكومية المفروضة في الوقت الحالي. ورغم أن الاجتماع سيتم بين الطرفين عن بعد، إلا أن ذلك لا يمنع أن تكون المصلحة العامة هدفا رئيسا للطرفين، وأن تسود أجواء الصراحة والمصالحة، بحيث تأتي النتائج كما يشتهي أنصار الكرة الأردنية، الراغبين بالخروج من الاجتماع بنتائج إيجابية ملموسة، تكفل دوران عجلة المسابقات بكل أمان، في حال سمحت الإجراءات الحكومية بذلك في وقت لاحق. قبل الاجتماع يجب أن يكون الطرفان عارفان بما يريدان، لأن ذلك سيسهل الطريق عليهما، ويختصر الجهد والوقت، ويوجه البوصلة في اتجاهها الصحيح، بدلا من “اللف والدوران” والعودة إلى نقطة البداية. ثمة دعم مالي مؤكد في طريقه إلى الاتحاد الأردني من نظيره الدولي، ضمن مبلغ 150 مليون دولار ستوزع على 211 اتحادا تابعة لـ”فيفا” في مختلف قارات العالم، والاشكالية المالية هي النقطة الحساسة في علاقة الاتحاد والأندية، بل هي نقطة الخلاف الاساسية والوحيدة، وإذا تم حلها حُلت العقدة بأكملها وعاد الطرفان للسير في ذات الطريق، لتحقيق جملة من الأهداف تكفل استمرار الأندية والمنتخبات الوطنية على حد سواء. إذا كان الطرفان راغبان في مواصلة دوري المحترفين الذي لم يقطع من عمره سوى جولة واحدة من أصل 22 جولة مفترضة، فعليهما الاتفاق على ذلك، وبحث السبل الكفيلة في كيفية إيصال صوتهما للحكومة، والإجراءات التي يجب أن تتخذ لضمان عودة سليمة لمختلف أركان اللعبة في ظل الظروف الاستثنائية، وهذا يعني بالضرورة “تسليك” الأندية بدفعات مالية مناسبة تمكنها من دفع جزء من رواتب المدربين واللاعبين وآخرين، لأن الأندية ملزمة “طبقا لأنظمة فيفا” بدفع ما عليها من التزامات مالية في مواعيد محددة والا…!. أما إذا كان الطرفان لا يرغبان في استمرار الموسم الحالي، لأسباب مالية وأخرى تتعلق بحالة التوقف المستمر منذ نحو 50 يوما وإلى أجل غير مسمى، فيفترض أن يعلنان عن ذلك بوضوح أيضا، لأن لمثل هذا القرار كلفة على الطرفين، وعلى الكرة الأردنية عموما، فثمة عقود وشروط وقيود لا يمكن الفكاك منها مع اللاعبين والمدربين، حتى مع التمنيات التي تحث اللاعبين والمدربين على التخلي عن جزء من مستحقاتهم المالية في ظل الحالة الاقتصادية المتهالكة التي تسبب بها “كوفيد 19”. لا شيء يمكن البحث فيه بين الاتحاد والأندية أكثر أهمية من الأمور المالية حاليا، ذلك أن الضائقة المالية تشكل هما مشتركا، وحل هذه المعضلة هو الكفيل بعودة الكرة الأردنية إلى طريقها الصحيح، وغير ذلك سيبقى الطرفان في حالة “اشتباك” مستمرة تؤثر سلبا على المنتخبات والأندية معا. *نقلاً عن الغد الأردنية
مشاركة :