ما الذي ينبغي أن نقوله لأطفالنا عن وباء كورونا؟

  • 4/28/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما ألقي نظرة على برنامج زوم، أرى أطفالي الثلاثة وهم يتجولون في الحديقة، ويبتكرون ألعابا لمحاربة الملل، أعتقد أن طفولتهم تشابه طفولتي كثيرا، باستثناء الهدوء الغريب. خلال فترة الإغلاق، تخلو إنجلترا من الحركة المرورية ويسيطر عليها شعور بالهلاك الوشيك. أصغر أبنائي يبلغ من العمر عشرة أعوام. ما الذي ينبغي أن أخبره به عن هذه الأزمة؟ هل يجب أن أمنعه من مشاهدة الأخبار؟ أم أعطيه دورة مكثفة في تاريخ الكساد؟ هل علي أن أحاول تعزيز فرصه الوظيفية في عالم غامض من خلال تسجيله في دورة ترميز، أم تهيئته للواقع المرير بتعليمه اصطياد أرنب؟ أم أن الإغلاق فرصة لإعادة طفولته إليه؟ يرى الآباء أن هذا العالم الجديد يصعب التعامل معه. قبل بضعة أسابيع فقط، كنا نتعلم غسل أيدينا لـ20 ثانية، ونغني "عيد ميلاد سعيد"، بينما نبتكر أسماء مضحكة بشكل متزايد لمتلقي عيد الميلاد لتوضيح الرسالة. الآن أغلقت المدارس ومات آلاف الأشخاص. لا يزال السيناريو تجري كتابته حتى الآن ولا يبدو أن له نهاية قريبة. هناك صديق يبلغ من العمر ثمانية أعوام ما زال يسأل ما إذا كان الجميع سيموتون؟. هناك شيء مشؤوم على نحو غريب حول عدو ليس خفيا فحسب، بل بداخله شيء قد نمرره عن غير قصد إلى الذين نحبهم. لا أتحدث مع أطفالي عن مشكلات التنفس ووحدات العناية المركزة. إنني لست متأكدة من كيفية تطعيمهم ضد الخوف، من المرض أو الانهيار الاقتصادي الذي ربما يتبعه. يقول الخبراء، إن الأطفال يتمتعون بمرونة كبيرة، الأمر الذي أشعرني بالراحة. فالأطفال دون الخامسة من العمر يخافون بسهولة من الأمور التي لا يفهمونها، لذا من الأفضل أن تطمئنهم فقط بأنهم سيكونون بأمان. وفقا لدبليو توماس بويس، طبيب الأطفال، فإن نحو أربعة أخماس الأطفال الأكبر سنا مثل نبتة "الهندباء" القوية، قلة قليلة فقط مثل "أزهار الأوركيد" الحساسة التي تحتاج إلى مزيد من الرعاية. هذه الفئة تشعر بالإنزعاج من التخلي عن أعمالها الروتينية الثابتة، لذلك على الآباء أن يحافظوا على بعض مظاهر الحياة الطبيعية، حتى لو كان ذلك يعني كتابة قائمة بما تغير وما لم يتغير. يمكن أن تكون هناك ميزة واحدة من الإغلاق بالنسبة للأطفال هي أن يحظوا بمزيد من اهتمام الوالدين. لكن علماء النفس يقولون، إن القلق يمكن أن يكون معديا مثل الفيروس. في كتاب "هل أنت مستعد أم لا؟ إعداد أطفالنا للنجاح في عالم غير مؤكد وسريع التغير"، تجادل مادلين ليفين، عالمة النفس، من سان فرانسيسكو بأنه عندما يصبح العالم أكثر إزعاجا، يظهر الآباء القلقون مزيدا من التوتر الذي يشعرون به لأطفالهم. يؤدي هذا إلى "إعاقة متراكمة" تضعف قدرة الطفل على التأقلم والتكيف مع عالم أكثر تعقيدا. تلاحظ ليفين أن معظم العاملين الناجحين الذين قابلتهم يأخذون ما تسميه مسارا "متعرجا" في الحياة: تجربة الأشياء، والفشل، والتكيف. بالنسبة لهم، أثبتت المرونة أنها أكثر قيمة من المؤهلات. عرفنا منذ أعوام مخاطر الآباء الذين يبالغون في الاهتمام بتجارب أبنائهم ومشكلاتهم، خاصة التعليمية. لكن ما لم أكن أدركه بالكامل هو أن دوافع الحماية المفرطة تنبع من عدم شعور الوالدين بالأمان، نحن نريد الحد من ضائقة أطفالنا من أجل تخفيف الضائقة التي نشعر بها. العلاقة قوية بينهما. مجموعة من الأطباء النفسيين كانوا يعالجون أطفالا من القلق قرروا معالجة والديهم أيضا، فكانت النتائج مذهلة. بعد عام تم تشخيص 5 في المائة فقط من الأطفال باضطرابات القلق مقارنة بـ31 في المائة في مجموعة المراقبة. مجموعة أخرى من الأطباء عالجت الآباء فقط، مع ذلك كان التحسن الذي طرأ على الأطفال جيدا مثل الذي تم تحقيقه عن طريق العلاج السلوكي المعرفي، وفقا لمجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين. هذا يجعلني أعتقد أن أطفالي سيكونون أفضل حالا في التعامل مع مسارهم المتعرج خلال الإغلاق وربما بعده. توقفت عن التذمر بأن أرباب العمل يقدرون الرياضيات ويسقطون تلميحات حول مهنة الطب. أثار هذا الوباء اهتمامهم بالعلوم بشكل أقوى بعد أعوام من المماطلة والتباطؤ في الرحلات إلى متحف العلوم. بدلا من ذلك، أقدم ندوات قصيرة في المهارات البسيطة للعيش المستقل. أعلن ابني الأوسط أن مطبخنا يبدو وكأنه من أحد مشاهد فيلم "ويذنيل آند آي" Withnail and I وطلب ممسحة. ابتكر ابني الأكبر مسابقة على طريقة "تعال لتناول العشاء معي" Come Dine With Me، حيث نقوم بطهي العشاء بالتناوب. الأفضل من ذلك، أنه اشترط أن من يطهو الطعام ينظف المطبخ أيضا، ما يدل على مستوى جديد من إدراك طبيعة الحياة العائلية. ربما يكون هذا الوضع أصعب على المراهقين. ابناي المراهقان يشتاقان لأصدقائهما بشدة، ويشعران بالحزن على خسارة الفصل الدراسي الصيفي الذي كانا يتطلعان إليه. لكن عندما يلقيان النكات ويتراسلان مع أصدقائهما، يبدو أنهما تشربا الروح الوطنية. بعد التنافس في البداية على مساحة الكمبيوتر المحمول، أصبحا أقل عدائية مع بعضهما بعضا مقارنة بما كانا عليه لأعوام عديدة. ماذا عن كتابة الرسائل إلى دور الرعاية، ومكالمة جدتهم عن طريق تطبيق "فيس تايم"، والتصفيق في أيام الخميس تشجيعا لمقدمي الرعاية؟، أدرك أنهم يرون الجانب الجيد في هذه الأزمة. ما يحتاجون إلى تطعيم ضده هو أنا. سألت أصغر أبنائي عن رأيه. قال بهدوء: "لا تخبر أطفالك بالكثير حتى لا يشعروا بالخوف مثلك". عندما نظرت إليه، تذكرت المشاريع المدرسية التي نفذها على البلاستيك؛ ورزانته الهادئة في جنازات أجداده الثلاثة؛ وإصراره بشأن تغير المناخ. إنه ناضج بالفعل. مثل جميع الأطفال، يقرأ والديه عن كثب، وما يحتاج إليه هو أن نكون هادئين. السؤال الأهم للآباء هو، ما القيم التي نريد أن يكتسبها أطفالنا عندما يخرجون إلى هذا العالم الغامض؟ كيف نتعامل شخصيا مع الموقف؟ هل نحن نتطوع، ونتبرع لبنوك الطعام، ونتصل بشخص يشعر بالوحدة، وندعم الشركات المحلية، ونسدد فواتيرنا؟ إذا كنا محظوظين، سيتذكر أطفالنا هذا باعتباره وقتا للاكتشاف والمرونة. سيتذكرون أيضا إن كنا قد أدينا واجبنا. زميلة في جامعة هارفارد ومستشارة في وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة

مشاركة :