لا توجد أدلة علمية تثبت فعالية الطب البديل لعلاج كوفيد – 19 أو الوقاية منه

  • 4/28/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يلجأ البعض إلى أدوية بديلة تروّج الحكومات لها لعلاج فايروس كورونا المستجد، في ظل غياب أدوية معتمدة له. كما يلجأ البعض إلى التداوي بالأعشاب ويبرز ذلك في الهند والصين اللتين تسجلان كثافة سكانية عالية وتاريخا وتقاليد تشمل مثل هذه العلاجات، حيث يبقى الوصول إلى الأطباء صعبا في العديد من الأحيان. نيودلهي- يقبع سكان الهند البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة في منازلهم، وواجهت الحكومة انتقادات بعد أن زعمت مساهمة بعض العلاجات التقليدية في منع العدوى. وفي الصين، التي انطلق منها الوباء، قدم مسؤولون ادعاءات غير مدعومة علميا حيث زعموا بأن الطب التقليدي هو مفتاح مكافحة الفايروس. وفي فنزويلا، حيث يشهد نظام الرعاية الصحية انهيارا قويا، روّج الرئيس نيكولاس مادورو لشرب نوع من الشاي لمقاومة كوفيد – 19. ونصحت منظمة الصحة العالمية بعدم اعتماد “التداوي بالأعشاب” على موقعها على الإنترنت. وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاساريفيتش، إن المنظمة أقرت بأن البعض يلتجئون إلى الطب البديل للتخفيف من بعض الأعراض التي تصاحب كوفيد – 19. ورحب المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، الدكتور مايك رايان، بالدراسات الصارمة التي تدقق في العلاجات. وقال إن العديد من الدراسات جارية في الصين، وتجرب بعضها العلاجات التقليدية. واعتبر الطبيب النفسي المتقاعد ستيفن باريت، الذي يدير موقع كواكواتش الإلكتروني حول العلاجات الطبية غير المثبتة، أن الأمر متروك للأشخاص الذين يدّعون تقديم الأدلة. وحذرت معاهد الصحة الوطنية الأميركية، من الطب البديل بما في ذلك التداوي بالأعشاب والشاي لعلاج كوفيد – 19 أو الوقاية منه، قائلة إنه لا يوجد دليل على فعاليتها وقد يكون بعضها غير آمن. وتعتمد بعض المناطق في الهند على الأيورفيدا (علم الحياة)، وهو نظام طب هندوسي يدور حول التداوي بالأعشاب والقيود الغذائية، ومع انتشار الفايروس خارج الصين دفعت الذراع الصحية الهندية التي تروج للطب البديل العلاجات غير المثبتة “لتقوية جهاز المناعة”. ودفع النقد الحكومة الهندية إلى توضيح أن هذه الخيارات ليست علاجا رسميا. وفي مطلع الأسبوع الجاري، مدد رئيس الوزراء ناريندرا مودي الإغلاق في الهند وطلب من المواطنين اتباع التعليمات الصادرة عن وزارة الأيورفيدا واليوغا التي تعرف اختصارا باسم أيوش. وأوصت الحكومة بالهوميوباثي، وفقا لأنو كابور الذي يترأس مستشفى مختصا في هذه العلاجات وتديره الحكومة في نيودلهي. من جهة أخرى، قال الدكتور أنانت بهان، وهو أخصائي في الصحة العامة، إن ذلك لم يثبت نجاحه. وشهدت الهند تشجيعا حكوميا لعلاجات غير حديثة، إلى جانب المزاعم الغريبة المنبثقة من بين ممثلي حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم المنتخبين، حيث ادعى بعضهم قدرة بول البقر على علاج الفايروس. وتحدث مودي إلى أخصائيين في الطب البديل حول الحاجة إلى مواجهة الادعاءات غير المبنية على أسس علمية في الشهر المنقضي، وأصدرت وزارة أيوش في وقت لاحق أوامر بوقف الدعاية لعلاجات غير مثبتة. من جانبها زعمت الحكومة الصينية أن الجمع بين الأعشاب والطب التقليدي هو العامل الذي يساعد البلاد على التعامل مع تفشي المرض. وفي الشهر المنقضي، أصدرت اللجنة الوطنية للصحة في جمهورية الصين الشعبية وثيقة حول علاج مرضى كوفيد – 19، وتضمنت العديد من الأدوية العشبية زاعمة أنها خففت من أعراض مثل الحمى. وبالنسبة للمصابين، وُصفت من بين العلاجات حساء لتطهير السموم وإزالتها من الرئتين. وأوصت بتقييم كل حالة على حدة. الترويج للعلاجات بالأعشاب دون أساس علمي أمر مثير للقلق لأن بعض المكونات قد تكون سامة، أو تضر بالكبد وتحدّث المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام التي تحرّكها الدولة عن علاجات الطب البديل، لكن التقارير المنشورة في المجلات الطبية الكبرى لا تذكر الطب البديل عند الحديث عن المرضى الذين عولجوا في الصين. وبدلا من ذلك، أشارت إلى أن العلاج يشمل الأساليب المعمول بها مثل اعتماد جهاز التنفس الاصطناعي والأدوية المعمول بها للمساعدة في منع العدوى والإصابة بأمراض أخرى مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي. وقال كبير علماء الأوبئة في الصين، الدكتور تشونغ نانشان، إن الحكومة تختبر الأدوية العشبية الصينية. وانتقد السياسة التي يتعرض بموجبها جزء كبير من الأفراد للمرض من أجل بناء “مناعة القطيع”. وتواجد التداوي بالأعشاب منذ قرون، ولكن بسبب قلّة الأدلة العلمية التي من شأنها أن تثبت فعاليته، وغياب تلك التي تبرز قدرته على القضاء على كوفيد – 19، بذل المروّجون لهذه الممارسات مجهودات لتأطيرها كقضية ثقافية عوضا عن تقديمها كفرضية علمية. وقال خبير الأمراض المعدية بمستشفى بريغهام في ماساتشوستس، دانييل كوريتزكس، إن الترويج للعلاجات “دون أساس علمي” يعدّ أمرا مثيرا للقلق. وأشار إلى أن بعض هذه المكونات قد تكون سامة، أو تضر بالكبد، أو تتداخل مع أدوية أخرى، داعيا إلى تنظيم المزيد من الأبحاث لإثبات سلامتها قبل اقتراحها على الجماهير.

مشاركة :