أزمات فسخ العقود تهدد مستقبل نجوم كبار الدوري التونسي

  • 4/28/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تسببت جائحة كورونا في تعليق غالبية الدوريات والبطولات في جميع أنحاء العالم منذ منتصف مارس الماضي، ما أدى إلى خسائر كبيرة للأندية جراء تراجع إيراداتها. وكانت الدوريات العربية في الواجهة ولن يشذ الدوري التونسي عن هذه القاعدة، باعتباره بات في موقف محرج بسبب إشكال شائك يخص نهاية عقود العديد من اللاعبين. تونس – تنكب الهياكل الرياضية الكبرى ومسؤولو كرة القدم بوجه خاص على معالجة بعض الإشكالات التي باتت مطروحة بسبب أزمة توقف النشاط الكروي، وتعمل خاصة على وضع بنود جديدة في عقود اللاعبين خلال المواسم المقبلة. وكشف الاتحاد التونسي للعبة أن هناك أكثر من سيناريو محل دراسة حال الاستقرار على وضع هذه البنود في عقود اللاعبين، إما أن يتم تخفيض قيمة العقود حال توقف النشاط نتيجة ظروف قهرية، أو اقتطاع هذه الفترة من القيمة المالية لعقد اللاعب، أو اعتبار العقد ممتدا وأن فترة التوقف كأن لم تكن. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أكد على التمديد في عقود اللاعبين المحترفين إلى التاريخ الجديد لانتهاء الموسم الرياضي الذي يعتمده كل اتحاد محلي بالنظر إلى الوضعية الصحية الخاصة بكل دولة. وتم تأجيل بداية سريان العقود الجديدة التي من المفترض تبدأ في التاريخ القديم المحدد لانطلاق الموسم الرياضي إلى التاريخ الجديد المعتمد من الاتحاد المحلي لانطلاق الموسم الرياضي الجديد 2020 – 2021. في صورة التداخل بين بداية ونهاية الموسم الرياضي في بعض الدول فإن الأسبقية تبقى للنادي القديم للاعب لاستكمال الموسم بكامل عناصره. أي دفعة مستحقة تعاقديا قبل تاريخ بدء العقد الجديد يجب تأجيلها إلى التاريخ الجديد من الموسم الجديد أو فترة التسجيل الأولى. الأندية واللاعبون مطالبون بالعمل معا على إيجاد صيغة توافقية لتخفيض الأجور خلال فترة التوقف بما يضمن الحد الأدنى من الدخل للاعب وعدم الإضرار بالأندية. انعكس توقف النشاط الكروي في تونس على مستقبل العديد من اللاعبين مع أنديتهم، خاصة في ظل الأزمة المالية. وأمام هذه الوضعية الصعبة بات نادي النجم الساحلي التونسي يفكر في مراجعة بعض العقود، التي تثقل كاهل ميزانيته، خصوصا عقد المدافع المالي عمر كوناتي، الذي يعد أغلى لاعب في الدوري التونسي، حيث أن راتبه الشهري يقارب الـ100 ألف دينار. النجم يفكر في مراجعة بعض العقود، التي تثقل كاهل ميزانيته، خصوصا عقد المالي كوناتي الذي يعد أغلى لاعب في تونس ولن تكون مهمة النجم سهلة، لإقناع لاعبه بالانتقال إلى ناد جديد أو فسخ عقده، باعتباره يتقاضى أجرا سنويا كبيرا، يقدر بـ600 ألف دولار. النجم الذي يحتل المركز السادس بـ26 نقطة، على بعد 8 نقاط من المركز الثاني، يعتبر الفريق الرابع الذي يأمل في الحصول على بطاقة قارية، لذلك سيراهن على المركز الثالث المؤهل للكونفدرالية. ورغم تفوق الملعب التونسي على النجم، في جدول الترتيب، بفارق نقطة، إلا أنه سيكون معني بدرجة أقل باللعب على التأهل لبطولة أفريقية، خاصة بعد تراجع نتائجه بصفة ملحوظة. ومن الملفات الحارقة في الأفريقي، يبرز ملف تجديد عقود بعض اللاعبين، في مقدمتهم المهاجم ياسين الشماخي، الذي كان قد رفض قبل توقف النشاط تمديد عقده. وذلك رغم أن الرئيس السابق للأفريقي، حمادي بوصبيع، اقترح تمكينه من مليون دينار، لكن الشماخي طالب بامتيازات، ما جعل المفاوضات تصل إلى طريق مسدود. كما يُنتظر أن يفسخ الأفريقي عقد المهاجم القادم من نيكاراغوا، شافاريا، مثلما حصل مع البرازيلي برونو، بما أن هذا الثنائي لم يقدم الإضافة، ولم يقنع المدرب الأسعد الدريدي. ويراهن النادي الأفريقي أيضا على المركز الثاني، إلا أنه بعد خصم 6 نقاط من رصيده بسبب عقوبة الفيفا، هبط إلى المركز الرابع بـ27 نقطة، ما يجعل مراهنته على المرتبة الثالثة هي الأقرب، والتي ستمكنه من المشاركة في الكونفدرالية، بعدما غادر سباق الكأس مبكرا. في المقابل، قرر الصفاقسي الاحتفاظ بالرباعي الجزائري، محمد إسلام باكير وميهوب آيت مرابط ورشيد آيت عثمان وزكريا بن شاعة. أما بخصوص اللاعب علاء المرزوقي، الذي تم إبعاده عن المجموعة، كعقوبة على تقديمه شكوى للجنة النزاعات التابعة للاتحاد التونسي، للمطالبة بمستحقاته، فإن توقف النشاط جعل هذا الملف معلقا، وقد يتطوّر نحو الأسوأ ويتشبث اللاعب بالرحيل. توقف النشاط الكروي في تونس انعكس سلبا على مستقبل العديد من اللاعبين مع أنديتهم، خاصة في ظل الأزمة المالية ويخوض الصفاقسي صراعا رباعيا محتدما على المراكز المؤهلة للمسابقتين الأفريقيتين، حيث تتواصل المنافسة على المركز الثاني بينه وبين الاتحاد المنستيري، إذ يحتل فريق عاصمة الجنوب الوصافة بـ31 نقطة، بفارق الأهداف عن المنستيري. وسيضع الصفاقسي كل ثقله في الجولات المقبلة، لكسب أكثر ما يمكن من النقاط؛ للمحافظة على المرتبة الثانية، لكن الاتحاد المنستيري، الذي يعد مفاجأة هذا الموسم، لن يكون منافسا سهلا، إذ يسعى لأول مشاركة أفريقية في تاريخه. ويعد البنزرتي من أكثر الفرق تضررا، فإلى جانب الصعوبات المالية الكبيرة، زاد عليه الفراغ التسييري الذي يعيشه، ما جعل أغلب اللاعبين يمرون بظروف سيئة، في ظل عدم حصولهم على مستحقاتهم. كما أن المالي بوبكر تراوري، الذي فسخ عقده في يناير المنقضي، سيتشبث بقرار الفسخ بعد أن كان على وشك العودة، قبل أزمة كورونا. كان الترجي قد عزز موقفه في صدارة الترتيب، بفارق 10 نقاط عن صاحب المركز الثاني الصفاقسي، وهو ما يعني حسم أمر اللقب بصورة كبيرة. واصل الترجي مسيرته نحو الدوري الرابع على التوالي بثبات، إذ حقق 44 نقطة، بعد خوض 16 مباراة. وتؤكد هذه الأرقام اقتراب الترجي من اعتلاء منصة التتويج، خصوصا أن ملاحقيه المباشرين ليسوا في أحسن حالاتهم لتحقيق “معجزة” تمكنهم من قلب الطاولة على فريق باب سويقة. من ناحية أخرى يتواصل الغموض بخصوص صراع البقاء في الدوري، حيث يهدد شبح الهبوط 5 فرق، هي “نجم المتلوي صحاب المركز الأخير، والبنزرتي الذي يحتل المركز قبل الأخير، وشبيبة القيروان صاحب المرتبة 12، وحمام الأنف واتحاد تطاوين”.

مشاركة :