كشف البروفيسور طارق الحبيب، ضمن سلسلته الرمضانية "التطوع" عن وصفة علاجية حول انخراط المراهق في ميدان العمل التطوعي، والمنطقة الإيجابية التي سيصل لها من عطاء ومحبة للوطن والناس والمجتمعات، وأيضاً ضمان نشأته نشأة سليمة ليصبح شريكاً مع الآخر لا منافس له، ويحيا وهو معطاء للآخر لا أخَّاذاً منه. وبدأ الحبيب حديثه قائلاً: هل ننصح المراهق بالتطوع؟ وما إشكالية المراهق عند التطوع؟! وما الميزة في تطوع المراهق؟! إشكالية المراهق عند التطوع هي الانفعالية، ولربما استُغلت تلك الانفعالية والحماس عنده في جعله يتطوع في مناهج ربما لا تكون مناسبة. وأضاف: كيف نتعامل مع المراهق ونحميه من بعض طباع المراهقة؟! .. إن المراهق لديه الرمزية فهو يبحث عن رمز يحاكيه، فإذا وجدنا رمزاً جيداً في العمل التطوعي ذا قيمة عنده فإنه سيقتدي في ذلك الرمز فيمارس العمل التطوعي ضمن محيط آمن لا يمنعه من التجديد والإبداع وفي الوقت نفسه يتقبل فيه خبرة السابقين . وتابع: ما الميزة في التطوع؟ .. إن المراهق يبحث عن قيمة لذاته، لأنًّ جزءاً من بنيته النفسية السوية أن يأتي بجديد، ولذلك إذا بدأ في العمل التطوعي لربما تساءل وظن أنه المتفرد في هذا العمل فنشجع ذلك الشعور عنده أنه متفرد ومختلف عن سواه، ونجعله يحدثنا عن تطوعه وإنجازاته وعن طموحاته المستقبلية، وعما يراه، وعن أشياء كثيرة يفكر فيها، فنحن بهذه الطريقة نستطيع أن نحتوي تغيرات وانفعالات المراهق إيجابياً، وأن نوظف طبع المراهق بمزاياه وعيوبه للتطوع. وواصل يقول: لدى المراهق أزمة الهوية، أنا من أنا؟! ما الذي أريده من هذه الحياة؟! ولذلك يمكن توظيف العمل التطوعي للخروج من أزمة الهوية بالحديث بوصفه: أنت الإنسان المعطاء أنت الإنسان الطيب، أنت الإنسان الذي يحمل هم غيره، أنت الإنسان الذي يعيش خارج نفسه، هذا هو الإنسان الذي يستطيع أن يقدم ذاته بهذا الشكل الجميل، ومن هذه الطريقة نستطيع أن نحقق إنجازًا كبيرًا في تشكيل تصور المراهق لنفسه بصورة مميزة. وختم : لذا يجب على الإنسان أن يبث فكر العمل التطوعي عند أبنائه صغروا أم كبروا، وإذا كانوا في فترة المراهقة لربما كان التطوع إضافة إلى سماتهم الشخصية ويستطيعون أن يكبروا والتطوع والعطاء ومحبة الوطن والناس والمجتمعات كلها جزء من بنيتهم النفسية، حتى ينشأ المراهق وهو شريك مع الآخر لا منافس له، يحيا وهو معطاء للآخر لا أخَّاذاً منه، وإذا تزوج في الغد شعر بمسؤوليته عن زوجته وشعرت بمسؤوليتها عنه، وإذا كبر وأصبح موظفاً في مؤسسة حكومية أو مسؤولاً إدارياً لربما شعر بمسؤوليته أكثر عن تلك المؤسسة وعن ذلك الوطن، وإذا تدين يصبح تدينه محمدياً خالياً بل مبغضاً للتشدد.
مشاركة :